السؤال
أفيدونى جزاكم الله خيرا، فأنا فتاة قد تم فسخ خطبتي منذ أربعة أشهر تقريبا، ومنذ ذلك الوقت وأنا أدعو الله ليل نهار، ودعائي بأن يجمعني الله بخطيبي، وأكثر من الأعمال الصالحة من أجل أن يرضى الله عني ويعيد لي خطيبي لأني أحبه كثيرا، وذهبت إلى بيت الله الحرام لأدعوه في بيته، لكني فوجئت أن خطيبي قد تزوج الآن بالفعل، وأنا لا أزال رجائي بالله لا ينقطع، نعم أبكي لزواج خطيبي لكني قلبي مطمئن أنه سيكون زوجي يوما ما بسبب ثقتي العالية جدا بالله وبفضل الدعاء والتوسل لله.
فأرجو إفادتى هل أستمر في دعائي أن يعيد الله لي خطيبي ونتزوج على خير؟ أم أتوقف عن هذا الدعاء لأني أخاف على زوجته ومن جرحها إن تركها أو تزوج عليها؟ وفي نفس الوقت ثقتي بالله ليس لها حدود. أفيدوني جزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز للفتاة أن تدعو الله سبحانه أن يزوجها من شخص بعينه حتى وإن كان هذا الرجل متزوجاً ما دام صاحب خلق ودين،وانظري فتوانا رقم: 142423. واحذري أن يتضمن دعاؤك ما يقتضي التفريق بينه وبين زوجته الحالية.
وعليه، فلا مانع أن تدعي الله أن يرزقك هذا الشخص إذا كنت تعلمين صلاحه وتدينه والله سبحانه قريب مجيب وهو القائل:وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ {البقرة:186}.والإنسان يمكنه أن يدعو الله بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، كما في الحديث عن ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم علمهم التشهد ثم قال في آخره: ثم ليتخير من المسألة ما شاء. رواه مسلم.
ثم اعلمي أن الخير في ما اختاره الله عز وجل، قال الله تعالى: وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ {البقرة:216}، وعليه فالذي ننصحك به هو أن تدعي ربك أن يختار لك ما فيه خير لك وصلاح في الدنيا والآخرة، وارضي بما قسم الله لك، فالله سبحانه هو البر الرحيم اللطيف بعباده الخبير بهم وبما يصلحهم، وهو سبحانه أرحم بعبده وأمته من الوالدة بولدها.
وادعيه سبحانه أن يختار لك ما فيه خير، وأن يرزقك الزوج الصالح، وإذا كان الله قد كتب لك وقدر لك الزواج من هذا الشخص فإنه سيكون من نصيبك سواء ذكرته في دعائك أو لم تذكريه.
والله أعلم.