السؤال
أعاني من الوسوسة في الطهارة وفي الوضوء وفي الغسل من الجنابة منذ أربع سنوات وأكثر, وقد تعبت من نفسي, وتعب زوجي وأهلي مني, وحدث عندي تراجع في ديني وصلواتي وفي حفظ القرآن, فأنا أشعر أن غالب ما حولي من الأثاث غير طاهر, وأنني لا أستطيع المحافظة على وضوئي لأكثر من دقائق؛ مما يمنعني من قراءة القرآن, وأنا أبدل ثيابي عند كل وضوء, وأعتبر أن ثياب البيت غير طاهرة, وأن ثياب ابنتي الصغيرة غير طاهرة, وكذلك زوجي؛ لذلك عند وضوئي أتجنب لمس أي شيء سوى ثياب الصلاة, وإذا لمست أي شيء أذهب وأغسل, مع العلم أنني أستغرق في وضوئي ربع ساعة؛ لأني أشك أن الماء لم يجرِ جيدًا على أعضاء الوضوء, فأظل أغسل, لقد تعبت من هذه الحالة, واللهِ تعبت.
أفيدوني - جزاكم الله خيرًا-.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله لك الشفاء والعافية، ثم اعلمي - عافاك الله - أن الشيطان قد نجح بما يلقيه في قلبك من الوساوس في أن يكدر صفو حياتك, ويبعدك عن كثير من العبادات، والذي ينبغي لك أن تفوتي عليه هذه الفرصة فتجتهدي في مدافعة هذه الوساوس, والإعراض عنها مهما زادت أو تنوعت صورها، وانظري لكيفية علاج الوسوسة الفتوى رقم: 51601 ورقم: 134196 فلا تحكمي بنجاسة شيء من الأثاث أو الثياب إلا إذا حصل عندك يقين جازم تستطيعين أن تحلفي عليه بنجاسته، واحملي نفسك حملًا على ملامسة ما تشكين في نجاسته واستعماله استعمالًا عاديًا طبيعيًا مراغمة للشيطان, واجتهادًا في دفع هذه الوساوس، وكذا افعلي في الوضوء, فاغسلي العضو مرة أو اثنتين أو ثلاثًا ولا تزيدي مهما وسوس لك الشيطان بأن الماء لم يجر على العضو, أو أنك لم تحسني الغسل، فأعرضي عن هذه الوساوس كلها, ولا تلتفتي إلى شيء منها، واعلمي أنك لا تتعافين من هذا الداء إلا بهذا، وبيسير من المجاهدة ومدافعة الوساوس سيذهب عنك جميع هذا - إن شاء الله -.
والله أعلم.