السؤال
عمري 43 سنة, متقاعد وطبيب في القوات المسلحة, قبل تقاعدي كنت مواظبًا على صلاة الفجر لكن في أماكن متفرقة, أما بعد تقاعدي فأصبح مكان صلاتي واحدًا بجوار منزلي, فكنت أذهب إلى المسجد وقت صلاة الفجر فأرى المسجد مغلقًا فطلبت من الإخوة العاملين بالمسجد أن أنسخ مفاتيح المسجد على حسابي الخاص؛ لكي أصلي الفجر ومن يحضر معي, وفجأة وجدت نفسي المؤذن في جميع الأوقات, وعند عدم حضوري في أي وقت فإن الناس يلومونني لعدم الحضور, فأقول لهم: لماذا تلوموني مع أن للمسجد عمالًا لا يحضرون, فيقولون: هم اعتمدوا عليك في هذا الأمر, فهل سأتحمل الوزر إذا لم أحضر بعض الأوقات؛ لأنني نسخت المفاتيح؟ وهل يكون الحضور واجبًا عليّ؟
أرجو الرد؛ لأنني في حيرة, علمًا أنني نسخت هذه المفاتيح لصلاة الفجر ثم غيروها.
شكرًا لكم جميعًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلست بمؤاخذ بتغيبك بعض الأوقات, ولا حتى كلها, ولك أن تصلي في أي مسجد شئت, كما أنك لست بملزم بشيء تجاه هذا المسجد وجماعته؛ لأن ما تقوم به إنما هو محض تبرع وتعاون منك على الخير, كما أنك لا تؤاخذ بتخلف غيرك عنها؛ لقول الله تعالى: "وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى {الأنعام:164}, قال ابن كثير - رحمه الله - في تفسير هذه الآية: النفوس إنما تجازى بأعمالها: إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر، وأنه لا يحمل من خطيئة أحد على أحد, وهذا من عدله تعالى .... فلا يظلم بأن يحمل عليه سيئات غيره، ولا يهضم بأن ينقص من حسناته ... انتهى مختصرا, وأما كونهم اعتمدوا عليك فهذا تفريط منهم, وهم وحدهم يتحملونه.
والله أعلم.