السؤال
اكتسبت مالا حراما، وأنا الآن خارج السعودية, استخدمت المال هنا طيلة الشهور الماضية، وأرغب الآن في تحليل ذمتي بإعادة المال، علما أنني أملك نفس قيمة المال، لكن في حسابي في أحد البنوك في السعودية, علما بأني طالب في الخارج، ولدي سيارة أستخدمها أنا وأخي تقدر بنصف قيمة المال الذي اكتسبته بالحرام، وعودتي للسعودية بعد شهر ونصف.
فماذا أفعل كي أعيد المال ؟ وإلى من أعيده ؟ علما أني اكتسبته من الدولة بطريقة غير مشروعة.
فهل أعيده لحساب إبراء الذمة التابع للدولة أم أتصدق به للجمعيات الخيرية ؟؟
وهل أنتظر إلى أن أعود إلى السعودية لكي أعيده من حسابي هناك أم أبيع سيارتي هنا ؟ علما أنني لو بعت سيارتي فلا أعلم إلى من أعيده هنا في خارج المملكة ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي فهمناه من السؤال هو أنك أخذت شيئا من المال العام بطرق غير مشروعة، وإذا كان كذلك، فالواجب عليك هو أن تستغفر الله تعالى من ذلك، وتندم عليه، وتعزم ألا تعود إليه، وتتحلل مما أخذته، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أخذ المال العام بغير حق، ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وإن هذا المال حلوة... من أخذه بحقه فنعم المعونة، ومن أخذ بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع. وفي رواية لهما: ويكون عليه شهيدا يوم القيامة. وفيهما عن أبي حميد مرفوعا: والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله تعالى يوم القيامة يحمله. وفي البخاري عن خولة الأنصارية مرفوعا: إن رجالا يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة.
وقد بينا كيفية التحلل من المال العام في الفتوى رقم: 150671
وعليك المبادرة إلى التحلل منه متى ما أمكنك ذلك ولو بتوكيل من يوصل الحق أويصرفه في وجوهه، لكن لا يلزمك بيع السيارة لحاجتك إليها ولأن لديك ما يفي بالحق دونها.
والله أعلم.