الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التائب من الذنب كمن لا ذنب له

السؤال

أنا شاب غير محصن، ارتكبت الكبائر، أسأل الله أن يغفر لي.
أرجوك يا شيخ ساعدني، أنا زنيت بامرأة، وقد حملت، ووضعت طفلا، وقد تبت، ونادم جداً، ولكني أفكر كثيراً في هذه الفاحشة التي ارتكبتها، وحياتي صارت جحيما، مكتئب، حزين، لا أدري ماذا أفعل، هل الله سيغفر لي ويتوب علي، أم سأدخل النار؟
أنا خائف جداً من عذاب الله، أنا أحاول فعل كل شيء لأكفر عن هذا الذنب، أسأل الله أن يغفر لي.
أرجو من الشيخ أن يعطيني جوابا يريحني.
وجزاك الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا ريب في أنك ارتكبت ذنبا عظيما، وأتيت منكرا جسيما، وانظر لبيان قبح هذه الجريمة وعظم خطرها الفتوى رقم: 156719 وليس معنى هذا أنه لا سبيل لك إلى التوبة، بل إن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد حتى تطلع الشمس من مغربها، فعليك أن تعزم عزما أكيدا على عدم الرجوع لهذه المعصية، وأن تندم ندما حقيقيا على ما ارتكبت من هذا الفعل المنكر، فإذا تبت توبة نصوحا صادقة فإن الله تعالى سيقبل توبتك ويقيل عثرتك فإنه سبحانه هو الغفور الرحيم، ومهما كانت ذنوب العبد عظيمة فإن الله يمحوها عنه بصدق توبته كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وقال الله سبحانه: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}، . وقال جل اسمه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

فلا تيأس من روح الله، ولا تقنط من رحمة الله، وأقبل على ربك مخلصا في توبتك صادقا في الرجوع إليه سبحانه، وأكثر من دعائه سبحانه واستغفاره، وأكثر من فعل الطاعات والحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات. نسأل الله أن يغفر لك ويتجاوز عنك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني