السؤال
أنا أبلغ من العمر أربعين عامًا, طالب علم بدار الحديث الخيرية, ومتزوج ولي من الأولاد أربعة, وأعمل مديرًا للحسابات، بارٌ جدًّا بوالدي, بل أنا أبر أولاده به بشهادة جميع من حولي وحوله, وزوجتي تعامله أفضل من معاملة أولاده أنفسهم له، والمشكلة أنه يبغض أهل الديانة, ويُحب العصاة والفسقة, ويكره الإسلاميين, ولا يكفر النصارى، ويهاجم العلماء, ويطعن فيهم, ويذم المجاهدين, ويمدح الكفار، وقد توقفت عن مجادلته في ذلك من سنوات؛ لأني وجدت أن لا فائدة من النقاش, ولا يترتب عليه سوى الشحناء بيني وبينه؛ لذلك لا أجادله في ذلك, وأترفق به دائمًا, وأقوم بتحويل الأموال له من مكة إلى القاهرة؛ رغم حاجتي وحاجة أسرتي لها, ورغم عدم حاجته للمال, ودائمًا أرسل له الهدايا, وكل ذلك دون طلب منه, في حين أن أحدًا من إخوتي لا يفعل مثل ذلك معه، ومع ذلك فهو دائمًا يشنع عليّ في مجالسه ومع جميع أفراد العائلة, ويقوم بتشويه سمعتي, ويصدهم عن قبول نصحي, وينكر عليّ عندما أنصح أختي بأن تصلّي وبالحجاب, وعندما أنصح أخي بعدم العمل في الخمور في أحد الفنادق العالمية الكبرى، وعندما قمت بالبحث لأخي عن عمل آخر في فندق لا يقدم الخمور نهرني أبي, وأخذ يشنع عليّ، وعندما عرضت على أختي أن تنصح زوجها بالامتناع عن العمل في مجال الإخراج المسرحي, وعرضت عليها أن تشاطرني راتبي, وكان العرض بكل أدب وبعيدا تمام البعد عن أي نوع من أنواع التجريح أقام أبي الدنيا ولم يقعدها, وأخذ في نسج الأكاذيب حولي – وأنا آسف أني أتحدث عنه بهذه الطريقة, ولكنها الحقيقة – كل ذلك لأنه لا يرضى أن يترك إخوتي هذه الأعمال ذات الواجهة الاجتماعية المرموقة، بل وقام بالوقيعة بيني وبين أختي متعمدًا ليمنعني من نصحها, وليمنعها من التأثر بنصحي، وكلما حاولت أن أقترب منه لأبره يزيد في التشنيع عليّ، وكانت أمي - رحمها الله - هي التي تحاول الذبّ عني, وإفهام الناس الحقيقة دون أن تصطدم به، لكن لمّا توفاها الله عز وجل زاد أبي في التشنيع عليّ، وعندما أنزل إجازة لمصر أنا وزوجتي وأولادي لا يحسن استقبالنا, ويتجهم في وجوهنا, وينهر الأولاد كأنه يقول لنا: لا أريد أن أراكم؛ حتى صار أولادي يطلبون صراحة عدم الذهاب لبيته, بل هو يفعل ذلك, ولو ذهبت له بمفردي، وهو يضغط عليّ لإسماع أولادي الموسيقى, ويتضايق إذا رآهم يحفظون القرآن، وعندما استضفته منذ ثلاث سنوات ببيتي في مكة لمدة شهرين عاد إلى القاهرة وقال عني كلامًا لا يقوله أب عن ابنه وأرسل إليّ خطابًا.