السؤال
- أرجو بيان قصة آصف بن برخيا كاتب سيدنا سليمان عليه السلام الحقيقية وليست المكذوبة والتي تقول إنه ساحر والعياذ بالله؟
- أرجو بيان قصة آصف بن برخيا كاتب سيدنا سليمان عليه السلام الحقيقية وليست المكذوبة والتي تقول إنه ساحر والعياذ بالله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإنه ينبغي على المسلم أن يهتم بمعرفة ما يقربه إلى الله أولاً، ولا يتسنى له ذلك إلا إذا عرف ما يطلب منه فعله وهو الواجب والمندوب، وما يطلب منه تركه وهو الحرام والمكروه، وما سوى ذلك من العلوم يأتي بعد ذلك، لأن أكثرها لا يترتب عليه حكم شرعي يؤثر في القرب من الله تعالى أو البعد عنه.
ولذلك، فإننا ننصح دائماً بأن يهتم المسلم بمعرفة الأحكام الشرعية العملية التي يترتب عليها فعل طاعة أو ترك معصية، وينبغي أن يعرف المسلم كذلك الأمور الأخرى التي تعينه على ذلك، ولا مانع من أن يطلع على الأخبار والقصص التي ورد بها حديث يعتمد عليه أو أثر يعول عليه، وليحذر طالب العلم بهذه الأمور من الأخبار الموضوعة والأحاديث المكذوبة، وما أكثرها في هذا المجال.
ونحن نقول للسائل: إن قصة آصف بن برخيا لم يرد فيها حديث مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيما نعلم، وإنما ورد فيها كلاماً لابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه النسائي في السنن الكبرى أنه قال: كان آصف كاتب سليمان بن داود عليه السلام، وكان يعلم الاسم الأعظم، وكان يكتب كل شيء يأمر به سليمان عليه السلام ويدفنه تحت كرسيه، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطر من سحر، وكذب، وكفر، فقالوا: هذا الذي كان يعمل سليمان بها، فأكفره جهال الناس وسفهاؤهم وسبوه، ووقف علماؤهم فلم يزل جهالهم يسبونه حتى أنزل الله عز وجل: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا) [البقرة: 102]0
وفي سند هذا الحديث المنهال بن عمرو الأسدي ، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب: صدوق، وربما وهم، ومن كان هذا حاله، فإن حديثه قابل للتحسين، لا سيما أن صاحب الصحيح البخاري أخرج له كما أشار إلى ذلك ابن حجر في التقريب برمز (خ) وهذا يبين براءة آصف بن برخيا مما نُسب إليه. وروى الحاكم عن ابن عباس وصححه أنه قال: إن الشياطين كانوا يسترقون السمع، وكان أحدهم يجيء بكلمة حق قد سمعها الناس، فيكذب معها سبعين كذبة، فيشربها في قلوب الناس، فأطلع الله على ذلك سليمان بن داود، فأخذها فدفنها تحت الكرسي، فلما مات سليمان قام شيطان بالطريق، فقال ألا أدلكم على كنز سليمان الذي لا كنز لأحد مثله كنزه الممتنع؟ قالوا: نعم، فأخرجوه، فإذا هو سحر فتناسختها الأمم، فبقاياها يتحدث به أهل العراق، فأنزل الله عذر سليمان، فقال تعالى: (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ) [البقرة:102].
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني