السؤال
مررت بالآية التي يقول فيها الحق تبارك وتعالى: "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافًا كثيرًا" ففكرت فيها وحاولت أن أتصور شخصًا يأتي بدين ولا يكون فيه اختلاف, ثم قطعت تلك الفكرة, لكني أخشى أن يكون ذلك شكًا - والعياذ بالله - فهل هو كذلك؟ وهل هذا يعتبر تفكرًا في آيات الله وتدبرًا لها؟
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد سبق أن بينا لك في جواب أسئلة سابقة لك أنه ينبغي لك البعد عن هذه الوسوسة والإعراض عنها، وبينا لك بالغ ضرر الوساوس عليك في الدين والدنيا.
وعن ما سألت عنه فليس فيما حصل منك كفر ولا ردة مخرجة عن الملة، بل ما فعلته من صرف النظر عن هذه الخواطر التي قد تنطوي على نوع من وسوسة الشك، وعدم التمادي فيها صواب.
وبالجملة: فالوساوس التي تعرض للمرء مما لا دخل له فيه غير مؤاخذ عليها، لكن يجب عليه ألا يترسل معها أو يتمادى فيها، وسواء كانت من الوسواس التي تتصل بالإيمان أو كانت من غيرها، ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: "أو قد وجدتموه؟" قالوا: نعم، قال: "ذاك صريح الإيمان"، والمقصود من الحديث أن كراهية هذه الوساوس وبغضها والنفور منها هي صريح الإيمان، وليس المراد أن وجودها هو صريح الإيمان.
وبحكم الوسوسة التي أنت مصاب بها فإنه يكفيك في قراءة القرآن مجرد التلاوة دون الغوص في بعيد التدبر؛ لما قد يترتب على ذلك من الوساوس وخواطر الشكوك، وراجع الفتوى رقم: 159813.
والله أعلم.