السؤال
أنا - ولله الحمد – ملتزم, أعاني من وسواس, وفي بعض الأحيان يأتيني وسواس لفعل الحرام, وأهتم بهذا الشيء, وأتذكر عظمة الله سبحانه وتعالى, فأخاف من الله سبحانه عز وجل, ولا أفعل الحرام, فهل عليّ ذنب في ذلك؟ ويأتيني وسواس بأن توبتي فاسدة إذا هممت بذنب ولم أفعله, ويجب عليّ أن أجدد التوبة وألتزم من جديد, فما حكم ذلك؟ فقد أصبحت في همٍّ وخوف من الله سبحانه عز وجل.
أفتوني, جزاكم الله خيرًا على ما تقدمونه, وجعل ذلك في موازين حسناتكم, وجمعنا الله وإياكم في الجنة في الفردوس الأعلى من الجنة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فدع عنك هذه الوساوس, واسعَ في التخلص منها جاهدًا، واعلم أنك لا تأثم إذا فكرت في الذنب, ولا إذا هممت به ثم تركته خوفًا من الله تعالى، بل إنك تثاب على ذلك، واعلم أن مجرد الفكر في الذنب لا يؤاخذ به العبد رحمة من الله تعالى, فإنه قد تجاوز لهذه الأمة ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم.
وأما ما همَّ به العبد من المعصية فإنه: إن تركه لله تعالى وخوفًا من عقوبته أثيب, وكان له ذلك حسنة, وفي الحديث: إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ ثُمَّ بَيَّنَ ذَلِكَ، فَمَنْ هَمَّ بِحَسَنَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ عَشْرَ حَسَنَاتٍ إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ إِلَى أَضْعَافٍ كَثِيرَةٍ، وَمَنْ هَمَّ بِسَيِّئَةٍ فَلَمْ يَعْمَلْهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ عِنْدَهُ حَسَنَةً كَامِلَةً، فَإِنْ هُوَ هَمَّ بِهَا فَعَمِلَهَا كَتَبَهَا اللَّهُ لَهُ سَيِّئَةً وَاحِدَةً. رواه البخاري.
فلا يلزمك أن تتوب من هذه الخواطر وتلك الأفكار؛ لأنك لم ترتكب ذنبًا أصلًا.
والله أعلم.