السؤال
قال الفضيل بن عياض: إذا أحب الله عبدا أكثر غمه، وإذا أبغض الله عبدا أوسع عليه دنياه.
كيف يكون شرح هذه العبارة؟
وشكرا.
قال الفضيل بن عياض: إذا أحب الله عبدا أكثر غمه، وإذا أبغض الله عبدا أوسع عليه دنياه.
كيف يكون شرح هذه العبارة؟
وشكرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن العبارة المذكورة أوردها الخطيب في تاريخ بغداد، والذهبي في السير، وابن عساكر في تاريخ دمشق. منسوبة للفضيل -رحمه الله- ولعل معناها أن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه ليكون ذلك كفارة لذنوبه وزيادة في ثوابه، وقد ورد هذا المعنى في جملة من الأحاديث منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: من يرد الله به خيراً يصب منه. رواه البخاري وأحمد. وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لَا يَزَالُ الْبَلَاءُ بِالْمُؤْمِنِ فِي نَفْسِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ وَلَيْسَتْ لَهُ خَطِيئَةٌ. الترمذي وأحمد. وقوله صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه. متفق عليه. وقوله صلى الله عليه وسلم: إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
وأما من أبغضه الله فإنه يوسع عليه استدراجا -لا حبا له ورضى عنه- حتى يأتي يوم القيامة وعليه ذنوبه كلها لم تكفرها المصائب ولم يتب منها لغفلته. ومن المشاهد أن سعة الرزق، وصحة البدن، ودوام العافية قد تؤدي إلى الغفلة، وقلة الدعاء، وعدم اللجوء إلى الله تعالى.
جاء في كشف المشكل لابن الجوزي: وَاعْلَم أَن سَلامَة الْبدن وَالْمَال توجب غَفلَة وإعراضا، فَإِن وجد الشُّكْر فَلَا عَن حرقة. وَالْبَلَاء يكسر النَّفس عَن أشرها وشرها وشرهها، ويثمر صدق اللجأ إِلَى الله سُبْحَانَهُ، وَيحصل ثَوَاب الْآخِرَة.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني