السؤال
أرجو إفادتنا بحكم تركيب الأنوار الأمامية التي توضع بالسيارات - المسماة الزنون - خصوصًا وأنها تسبب أذى لنظر الشخص المقابل؛ حيث إنها - يا فضيلة الشيخ - إنارة قوية جدًّا, ومؤذية لنظر السائق المقابل, وقد تحجب عنه الرؤية لثوانٍ قد تكون مهلكة - لا قدر الله -.
وأصدقك القول بأني كلما تأذيت من هذه الأنوار فإني أدعو على من تسبب بالهلاك والعمى بسبب ما أجده من أذية بفعلهم, مع أني حاولت مرارًا احتساب الأجر, لكن شدة الضرر تخرج الشخص من طوره.
أفيدونا, حفظكم الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا النوع من إضاءات السيارة المسمى بالزنون تختلف أنواعه ودرجاته, فلا يمكن الحكم عليه بحكم واحد مطرد، فهي تفيد في بعض الأحوال في تقليل نسبة الحوادث, كما هو الحال في الطرق المظلمة, لكن إن كانت هذه الإضاءة شديدة بحيث تسبب في الإضرار بالناس، وتفضي إلى وقوع الحوادث بحجب الرؤية عن السائقين، أو كانت أنظمة المرور في الدولة تمنعها فيقال بعدم جواز تركيبها حينئذ، لكن الأصل هو جواز تركيبها حتى يتحقق موجب التحريم.
فإذا تقرر هذا فلا يجوز الدعاء على كل من وضع هذا النوع من الإضاءة، لكن من تسبب لك في أذى بالغ فيجوز الدعاء عليه بقدر ظلمه لك دون زيادة، ولا يحل لك الدعاء عليه بالعمى والهلاك مطلقًا؛ لأن الدعاء على الظالم قصاص؛ كما قال الإمام أحمد، والقصاص لا يجوز الاعتداء فيه.
والله أعلم.