السؤال
امرأة يوسوس لها الشيطان, ويقول لها: "إن الزنا أحسن من الزواج" فتستغفر الله ثم تشتهي, ثم استوعبت بعد أيام, فاستغفرت الله, فماذا تفعل في هذه الحالة؟!
امرأة يوسوس لها الشيطان, ويقول لها: "إن الزنا أحسن من الزواج" فتستغفر الله ثم تشتهي, ثم استوعبت بعد أيام, فاستغفرت الله, فماذا تفعل في هذه الحالة؟!
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الشيطان عدو الإنسان, فهو يكيد له ليله ونهاره؛ ليوقعه في الفتن, ويبعده عن صراط الله المستقيم، قال تعالى: قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ {الأعراف:17}؛ ولهذا جاء تحذير رب العالمين سبحانه في قوله: يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ {الأعراف:27}, ومن أعظم أبوابه فتنة الزنا والفواحش.
فالذي ننصح به هذه الأخت أن تستعيذ بالله من الشيطان الرجيم كلما انتابتها هذه الوساوس, ولا تسترسل معها؛ لأن عاقبة ذلك وخيمة, قال تعالى: وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ {فصلت:36}، هذا أولًا.
ثانيًا: أن تحرص على شغل وقتها بما ينفعها من مصالح الدين والدنيا، فالفراغ مرتع للشيطان, يضل من خلاله الإنسان, وهو أيضًا نعمة يسأل عنها إن ضيعها، روى البخاري عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.
ثالثًا: أن تبادر إلى الزواج إن لم تكن متزوجة، ففي الزواج عفة وطهر وصيانة للنفس عن الفاحشة، ففي الصحيحين عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء.
رابعًا: أن تطلع على النصوص الواردة في التحذير من الزنا, والتي تبين خطورته وسوء عاقبة أهله، ويمكن أن تستعين في ذلك بكتاب الكبائر للذهبي, أو غيره من الكتب التي عنيت بالكلام عن الكبائر, كالزواجر للهيتمي, ولمزيد الفائدة تراجع الفتوى رقم: 1602, والفتوى رقم: 32928.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني