السؤال
لدي سؤال مهم جدًا: هل من طبيعة الإنسان أن يرتاح للرجل حسن الوجه؟! أي: تكون محبته بسرعة أو أكثر من غيره، فهل هذا صحيح؟!
فأنا قرأت كتاب روضة المحبين لابن القيم، وقد ذكر أن من طبيعة الإنسان المحبة لحسن الوجه؛ فلذلك لم يبعث الله من نبي إلا حسن الصورة.
جزاكم الله خيرًا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ميل النفس وانجذابها إلى كل جميل مستحسن، وارتياح العين لرؤيته، فطرة فطر الله عليها الناس، وسجية جبل عليها النفوس، وهذا الميول الفطري ليس محل خطاب الشارع؛ لأن الانفعالات التي لا كسب للمرء فيها مما لا يتعلق به التكليف.
وقد قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -: الباب التاسع عشر في ذكر فضيلة الجمال وميل النفوس إليه على كل حال، ولما كان الجمال من حيث هو محبوبًا للنفوس معظمًا في القلوب لم يبعث الله نبيًا إلا جميل الصورة, حسن الوجه, كريم الحسب, حسن الصوت, كذا قال علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه -. اهـ
وقال في فيض القدير: قال قيصري: والحسن معنى روحاني تنجذب إليه القلوب بالذات حاصل من تناسب الأعضاء. اهـ
لكن يجدر الفصل والتفريق بين ميل النفس إلى شيء ما - وهو الذي بينا أن لا حكم له - وبين استمتاعها وتلذذها شهوة بالنظر إليه، وهنا نقول: إن نظر الرجل إلى الرجل وإن كان في الأصل جائزًا لا حرج فيه إلا أن كل نظر تلابسه الريبة أو تخامره الشهوة، فهو محرم، وراجع الفتوى رقم: 99114 وهي في أحكام نظر الرجل إلى الرجل.
والله أعلم.