السؤال
أنا طالب مبتعث للدراسة، وأعاني حربًا شديدة مع الشهوة، والمشكلة أن أغلب من أصادقهم وقعوا في المعاصي, كما أنني قد وقعت معهم في هذه المعاصي ، إلا أنني اتخذت قرارًا بترك المعاصي, عدا تدخين الحشيش، فكيف أترك هذه المعصية؟ وكيف أثبت على الحق؟
بارك الله فيكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاستعن بالله عز وجل، وتضرع إليه أن ينزع من قلبك حب هذه المعصية، وأن يصرفك عنها، واسأله سبحانه أن يثبتك على دينه, فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء.
وحافظ على الفرائض، وخاصة الصلوات الخمس في أوقاتها مع الجماعة، فإن الصلاة تحجز عن الوقوع فيما لا يرضي الله, كما قال سبحانه: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {العنكبوت:45}، وإذا استحضرت ضرر المعصية وشؤم عاقبتها في دينك ودنياك وآخرتك هان عليك تركها.
واتخذ رفقة صالحة يذكرونك إن غفلت، ويعينونك إن ذكرت، وابتعد عن رفقاء السوء، فالمرء يقتدي بخلانه، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل. أخرجه أبو داود.
ومما يعينك على ترك المعاصي ملازمة ذكر الله, والاجتهاد في نوافل العبادات، وسماع الأشرطة النافعة في باب الوعظ والرقاق، وقراءة الكتب النافعة في هذا الباب، والتفكر في أسماء الرب وصفاته، وفي الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، واستحضار اطلاع الله على العبد, ومراقبته له, وإحاطته به, وأنه لا يخفى عليه شيء من أمره, فيستحيي العبد أن يبارز ربه بالمعصية, وهو ناظر إليه مطلع عليه، نسأل الله أن يهدينا وإياك سواء السبيل, وانظر لمعرفة حكم الحشيشة وأضرارها وعقوبة متناولها الفتوى رقم: 17651, وراجع الفتاوى: 5450 30224.
والله أعلم.