الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج وساوس الطهارة

السؤال

أود أن أشكركم على كل ما تقومون به من أجل خدمة جميع من يحتاج المساعدة, وأسأل الله أن يجعله في موازين حسناتكم, ولدي مشكلة وأتمنى أن أجد عندكم الجواب الشافي - حفظكم الله - فحالتي لا يعلم بها إلا الله.
أنا مريضة بالوسواس القهري منذ تسع سنوات, وأحيانًا تواجهني بعض المواقف ولا أعرف كيف أتعامل معها, وأتمنى أن تعذروني إذا استخدمت بعض الكلمات التي تخدش الحياء, لكنها - واللهِ - رغمًا عني بسبب الذي أعانيه, فأنا وسواسي في العبادات والطهارة والنظافة, ولم يكن عندي وسواس المذي, فلم أكن أعرفه أصلًا, لكني عندما قرأت مواضيع الأخوات في إحدى المنتديات صرت أخاف, وأحمل هم هذا الموضوع, وهذه الفترة صرت أحس أن أي شيء – ولو كان بسيطًا - يثير الشهوة عندي, ولم أكن هكذا قبل, وقبل أسبوع تقريبًا وفي الليل دخلت دورة المياه - الله يكرمكم - وكالعادة لم أخرج إلا بعد نصف ساعة, أو 45 دقيقة, ثم شاهدت قناة بداية, وكانت إحدى الأخوات مرسلة رسالة في الشات عن طريقة التعامل بين الزوجين والدلع ونحو هذا الكلام, فظللت أتخيل الموقف, لكني لم أطل كثيرًا, وأحسست بشهوة, وخفت أن يكون نزل مني مذي, وبعد نصف ساعة ذهبت لأتأكد, فوجدت سائلًا أبيض مخاطيًا, ولا أدري أهو من الإفرازات العادية أم مذي, وأحسسته قديمًا, أي ليس حديث النزول؛ لأنه كان فوق الأشفار عالقًا في شعر العانة - وعذرًا على هذه الكلمة – ثم ذهبت للحمام مرة أخرى, ثم نمت وعندما صحوت في اليوم الثاني ودخلت دورة المياه – أكرمكم الله - وانتهيت من الغسل وأردت الخروج من الحمام وجدت ذاك السائل مازال عالقًا, فرجعت وغسلته مرة أخرى, وظللت نصف ساعة وخرجت, ولا أعلم هل كان موجودًا قبل أن أدخل الحمام مرة أخرى أم لا, وبعد أن غسلت وانتهيت لم أجده, وأنا أظن أن جسمي وملابسي فيها نجاسة؛ لأن الماء يمر على السائل وينزل على رجلي, والسؤال: هل جسمي وملابسي فيهما نجاسة؟ وهل من الضروري أن أغتسل - وأنا أعلم أن المذي لا يوجب الغسل - من أجل إزالة النجاسة؟ وهل كل شيء استخدمته أو لمسته نجس؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي ننصحك به هو ما ننصح به كل من ابتلي بهذا الداء, وهو: الإعراض عن الوساوس, وعدم الالتفات إليها، فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وانظري الفتوى رقم: 51601, ورقم: 134196, ومهما شككت في خروج المذي فلا تلتفتي إلى هذا الشك، ولا تفتشي عن خروجه، وانظري الفتوى رقم: 171653.

وإذا شككت في الخارج هل هو مذي أو من رطوبات الفرج العادية فلك أن تجعليه من الرطوبات العادية، وانظري الفتوى رقم: 158767.

وإذا شككت في انتقال النجاسة من موضع لآخر فالأصل عدم انتقالها, فاعملي بهذا الأصل, ولا تحكمي بانتقالها إلا إذا حصل لك اليقين الجازم بذلك، وانظري الفتوى رقم: 128341.

وليس في جسمك ولا في كل ما لمسته شيء من النجاسة، فإياك وهذه الوساوس فإنها من الشيطان، ولا يجب عليك غسل شيء من بدنك, إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا تستطيعين أن تحلفي عليه أنه أصابته نجاسة، وحينئذ فيلزمك غسل الموضع المتنجس فقط, لا غسل جميع البدن.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني