الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رطوبات الفرج طاهرة ناقضة للوضوء

السؤال

أنا فتاة عمري 18 عامًا, أتمنى أن تجيبوني عن سؤالي في أقرب وقت, فقد كنت أعاني من الوسواس القهري في موضوع الطهارة والصلاة؛ مما سبب لي الوسوسة من أي إفرازات تنزل مني؛ حتى أنني أصبحت أغتسل كل يوم, وأحيانًا أغتسل وأنا لم أرَ شيئًا, فشق هذا الأمر عليّ كثيرًا فذهبت إلى الطبيب, وقال لي: إن هذه إفرازات عادية, ولكني لم أقتنع بكلامه, بل زادت حالتي سوءًا, والمشكلة أنني مقتنعة بأن هذا وسواس من الشيطان, وبعد فترة استطعت أن أخفف من هذا الشيء, وأنا الآن خائفة أن يعود لي هذا الوسواس, مع العلم أنني لا أستطيع التمييز بين المني والمذي والودي, فقد قرأت كثيرًا في هذا الموضوع حتى حفظت مواصفات كل منها ولكن دون جدوى, وأتمنى أن لا تقولوا لي: راجعي أي فتوى؛ لأنني قرأتها كلها تقريبًا, وصفة السائل الذي يخرج مني الآن: لونه أبيض, لزج, له رائحة, ينزل مني بدون شهوة, فقد أكون جالسة فأقف فينزل هذا السائل مثلًا, وعندما أستيقظ من النوم وأريد أن أذهب للحمام أشعر بنزوله, وعندما أخرج من المنزل, أو عند القيام بحركة كثيرة, وكثيرًا, أو بالأحرى دائمًا عندما أعود من الجامعة وأرى هذا السائل أغتسل, فأسمع عبارات مزعجة من أمي وأخوتي مثل: أراكِ دائمًا تغتسلين, وواللهِ العظيمِ إني أحاول أن لا أعطي بالًا لهذا الموضوع, ولكني لم أستطع؛ لذلك أستحلفكم بالله أن تنظروا إلى حالتي بشيء من الاهتمام, وأرجو أن تفيدوني - جزاكم الله - وأن تعطوني عبارات مشجعة للقضاء على هذا الوسواس, وما هو حكم السائل الذي يخرج؟ هل يوجب عليّ الاغتسال؟ فهذا الموضوع أضاع الوقت الكثير من عمري, فأنا منذ حوالي سنتين أعاني منه, ولولا ثقتي بموقعكم لما طرحت عليكم قصتي.
شكرًا جزيلًا لكم على هذا الموقع الرائع, جعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فليس للوساوس علاج أمثل من الإعراض عنها, وعدم الالتفات إليها، وانظري الفتوى رقم: 51601 .

والظاهر أن هذه الإفرازات هي إفرازات طبيعية كما أخبرك الطبيب, وهي المعروفة عند العلماء برطوبات الفرج, وهي طاهرة على الراجح, لكنها ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928.

وعليه: فاطرحي عنك الوساوس, ولا تغتسلي من هذه الإفرازات البتة, وإنما يكفيك أن تتوضئي، ومهما وسوس لك الشيطان بأنه قد خرج منك شيء فلا تغتسلي؛ حتى تتيقني يقينًا جازمًا تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك المني الموجب للغسل، وإذا حصل لك شك في الخارج هل هو مني أو مذي أو من رطوبات الفرج فإنك تتخيرين فتجعلين له حكم ما شئت منها، وانظري الفتوى رقم: 158767, نسأل الله لك العافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني