الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الاشتغال بالعلم النافع والعمل به أولى من الانشغال بالوساوس والاسترسال معها

السؤال

في هذه المناسبة أسألكم عن الفتوى رقم: 188911، لماذا ذكرتم في الفتوى: ".... ومن وقع منه ناقض للإسلام يستوجب كفره ثم تاب منه بقلبه وصلى فيحكم بإسلامه؛ لأن الصلاة متضمنة للشهادتين...." مع أن السؤال مني هو: " لو كنت وقعت في الكفر الاعتقادي" بدون عذر حقيقة وفعلًا، فهل تصح توبتي- بما تقدم ذكره- مع الإثم؟ أي: أنا آثم بكيفية توبتي البدعية - في ظني- لكن توبتي مقبولة بحيث أكون مسلمًا حكمًا وحقيقة ظاهرًا وباطنًا, أم أن توبتي البدعية - في ظني- لم تنفع, وما زلت مرتدًا, والسؤال: هل كانت خلاصة الفتوى: "يكفيني التوبة بالقلب وبالصلاة، مع أنني قلت: " لو كنت وقعت في الكفر الاعتقادي"؟
وأنبه أن هناك خطأ في الكتابة في السؤال المذكور، والخطأ في هذه الجملة: "توبتي من البدعة, فقد ذكرت مرتين، والصحيح ما سبق ذكره وهو: "توبتي البدعية - في ظني-"، أي أن التوبة تخالف السنة - في ظني - كما ذكرت في السؤال: (2368922), والملحق, وأنبه أنكم في جواب السؤال: 2376658 ذكرتم:"... حيث إنه ذكر أن الكافر يحكم بإسلامه بأداء الصلاة, إلا إذا كانت ردته بجحد فرض آخر, أو سب نبي ونحوه, فإنه لا يحكم بإسلامه بمجرد الصلاة ... فَإِنَّهُ لَا يُحْكَمُ بِإِسْلَامِهِ بِصَلَاتِهِ؛ لِأَنَّهُ يَعْتَقِدُ وُجُوبَ الصَّلَاةِ، وَيَفْعَلُهَا مَعَ كُفْرِهِ، فَأَشْبَهَ فِعْلَهُ غَيْرَهَا), وقد وجدت مثل هذا الإشكال عندي في الفتوى: 148723 فلماذا ذكرتم فيها:"... ويحكم عليه بالإسلام بمجرد الصلاة ..."، مع أنه يَعْتَقِدُ وُجُوبَ الصَّلَاةِ، وَيَفْعَلُهَا مَعَ كُفْرِهِ بالمزاح في الكفر, كما ذكر ذلك في قول السائل: "لو لم يكن يعرف أن المزاح في الكفر يكفر ونطق بالشهادتين في تشهد الصلاة، فهل الآن يعتبر نكاحه صحيحًا؟).
أثابكم الله تعالى.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فننصحك بالإعراض عن التفكير في هذا الموضوع والاسترسال, فإن هذا يفتح عليك المزيد من الوسوسة فيه, فأعرض عن تصور أنك وقعت في الكفر, فأنت مسلم, وعليك الاشتغال بتعلم العلم, والعمل به, ومصاحبة أهل الخير؛ وبذلك يقوى إيمانك, وتنال الثبات والاستقامة - إن شاء الله تعالى -.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني