الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العصمة الزوجية ثابتة بيقين فلا تزول إلا بيقين

السؤال

أسألكم بالله ألا تحيلوني إلى فتوى سابقة, فنحن نعتمد عليكم بعد الله.
أنا إنسان أصبت بوساوس الطلاق, والحلف بالطلاق بيني وبين نفسي على الصغيرة والكبيرة, التافهة وغير التافهة, وبعدها تراودني شكوك, وإن ألزمت نفسي بعمل ما - ولم أحلف بالطلاق - ترادوني شكوك أني حلفت, وأظل في حيرة وندم وشك: هل حلفت بالطلاق أم لا؟ هل تلفظت أم لا؟ هل هي أفكار راودتني أم لا؟
ومرة جاء أحد الأشخاص بوجبة معكرونة فأكلت منها إلى أن شبعت, ووضعت الباقي بالثلاجة, وأثناء الأكل راودتني فكرة أن أحلف بالطلاق - هذه الفكرة حديث نفس - أن آكله جميعًا, ولا أبقي منه شيئًا, فوضعته بالثلاجة لكي أكمله بالليل فوجدت أمي - حفظها الله - رمته في الزبالة - أكرمكم الله - فذهبت للزبالة لكي أجمعه؛ لأني لا أريد الطلاق, وكاره له, وكنت أنوي أكله فقلت لنفسي: لهذه الدرجة والدناءة أسترسل للشيطان, فرميته, وقويت قلبي, وقلت: هذا من الشيطان, ولابد أن لا ألتفت إليه, فهل هذا طلاق؟ علمًا بأن الوالدة رمته وهي جاهلة, ولا تعلم بأن الشيطان يلعب بي يمنة ويسرة, فأصابني شك وخوف, فقلت لنفسي: حتى وإن تلفظت, فأمي رمته وهي جاهلة عن طريق الخطأ, فهل هذا طلاق؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن وصل به الوسواس إلى مثل هذه الحال فلا يقع طلاقه, فالعصمة الزوجية ثابتة بيقين فلا تزول إلا بيقين مثله, وراجع الفتوى رقم: 102665 وهي عن طلاق الموسوس.

فنصيحتنا لك هي: الإعراض التام عن هذه الوساوس, واستشعار أن هذا من كيد الشيطان, فاستعذ بالله من شره، ولا تمكنه من تحقيق ما يصبو إليه من تنكيد نفسك, وإدخال الحزن والهم والغم عليها، فإذا أعرضت عنه ولم تلتفت إليه فإنك بذلك تغيظه، وهذا أمر حسن, ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 3086 ففيها بيان كيفية علاج الوسواس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني