الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحويل الأعمال الدنيوية إلى قربات أمر ممكن ومرغب فيه

السؤال

أنا امرأة عاملة, ومضطرة للعمل لأساعد زوجي, ولكني اكتشفت أن زوجي إنسان فاجر, ومقصر في مصاريف المنزل, وخلال العمل استطعت أن أبني نفسي, فأنا بطبيعتي طموحة, وأنا الآن - والحمد لله - حصلت على وظيفة ممتازة, وأريد أن أجدد نيتي للعمل, وأريد أن أجعل أوقات عملي كلها لله, وأريد أن أؤجر عليها؛ لأن ساعات عملي طويلة جدًّا, هذا بالإضافة إلى الساعات الإضافية, والحاجة إلى تطوير نفسي, وأنا الآن أعمل لأُعِزَّ نفسي, ولكني أريد أن أجدد نيتي لأحصل على أجر أكثر, فكيف أجدد هذه النية؟ وكيف أجعل طموحي لله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد سبق أن بينا حكم الشرع في عمل المرأة، ومتى يكون فاضلًا ومتى يكون مفضولًا, وذلك في الفتوى رقم: 97183 فراجعيها.

أما ما سألت عنه من أمر النية فنقول: إنه من لطف الله تعالى بنا أن مكننا من جعل أعمالنا العادية قربة, وذلك باستحضار النية الصالحة.

والوسيلة الصحيحة في تحقيق هذا المطمح: أن يستشعر الإنسان القربة في أكله, وشربه, ونومه, وشهوته, وسعيه, وفي شتى مناحي حياته، فإذا أكل أو شرب نوى تحصيل القوة للطاعة، وإذا نام احتسب الراحة في نومه وتحصيل النشاط، وإذا سعى في عمله احتسب إغناء نفسه والصدقة على غيره.

هذا ويحتاج الساعي لتحقيق هذا الغرض بعد الاستعانة بالله تعالى, إلى صبر وجد ومكابدة، فليس بالأمر الهين أن يستحضر الإنسان نية القربة في كل شيء، ويجعل ذلك له سلوكًا مطبوعًا.

ونحيلك للمزيد في فتاوانا ذات الأرقام التالية: 37734/ 24782 / 58107 / 175367.

وأخيرًا: نقول عن وصف هذا الزوج بالفجور: مهلًا فعِرض هذا الزوج مصون بحكم الشرع, وإطلاق هذا النوع من الألفاظ البشعة لا ينبغي بكل هذه الجسارة، وتقصيره لا يحل عرضه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني