الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمادي مع الوساوس عواقبه وخيمة

السؤال

أرجوكم لوجه الله، أرجو ‏الاهتمام برسالتي، فأنا ‏أموت ألف مرة كل يوم، ‏وبصمت، لا أحد يعلم بحالي ‏غير الله، وأثق بموقعكم ‏وإجاباتكم سوف تريحني.‏
عانيت من جميع أنواع ‏الوسوسة، وصدقوني لم ‏يبق أي نوع من وساوس ‏دينية واجتماعية، فقد ‏عانيت من وسواس الصلاة، ‏وتكرار الوضوء، ‏والنجاسة، وإبطال نية ‏الصوم، وأعدت صوم أيام ‏كثيرة، والاغتسال المستمر، ‏ووسواس الاحتلام، ‏ووسواس الأمراض، وما لا ‏يتسع الموضوع لذكره من ‏أنواع أخرى، وكل تصرف ‏أوسوس فيه بمبالغة، ‏وأحيانا أضخم الأمور، ‏وعندما تهدأ نفسي أتعجب ‏من تفكيري، وأسئلتي التي ‏قد لا يسألها أحد عاقل.
منذ 7 أشهر وأنا أعاني من ‏وسواس في أبغض الحلال ‏وهو ليس وسواسا، بل ‏سرطان، وأنا الآن بمراحله ‏الأخيرة القريبة من الانفجار.
مرة كنا نتكلم أنا وزوجي ‏عن المرأة التي لها ‏علاقة(زنى) والعياذ بالله ‏قبل الزواج، فقلت بدون ‏تفكير ( لو أنا كنت هكذا ‏كان طلقتني ) فقال زوجي: ‏‏(طبعا) ولم أعر للأمر ‏أهمية، ولم أكن أعلم غير ‏الطلاق الصريح، ولا ‏أعرف شيئا عن غيره.
بعد فترة قرأت، واكتشفت ‏أن ما قلته هو معلق بشرط ‏أن يكون لي علاقة قبل ‏الزواج، وأنا الحمد لله ‏والمنة شريفة عفيفة، لم ‏يمسني بشر قط غير زوجي، ‏ملتزمة، وأخاف ربي حد ‏الرعب، ولكن بسبب ‏وسواسي تذكرت مرة كنت ‏صغيرة عمري 12 سنة ‏تقريبا، أرضعت طفلا لمرة ‏واحدة عمره أقل من سنة، ‏ولا أعرف لماذا هل غريزة ‏أمومة أم عبث أم شهوة؟ لا ‏أذكر، وبدأت أفكار تأكلني، ‏فقلت في نفسي أخاف أن ‏أكون قد تحرشت بالطفل، ‏وبذلك أكون قد حققت ‏الشرط. فأنا منذ إصابتي ‏بالوسواس أفتش في كل ‏فعل، وكلمة ونية لزوجي ‏خوفا من وقوعه، وأستذكر ‏أفعالي وطفولتي، وأقوالي، ‏وكل حركة خوفا من تحقيق ‏الشرط، فقد أصبحت مقيدة ‏التصرف والكلام، وبسبب ‏نوبات الخوف التي تنتابني ‏بدأت تأتي صور لمخيلتي ‏كأنها صور جنسية مع ‏الطفل، مع العلم أنه كمنطق ‏صعب أن يحدث ما أتخيله، ‏ولا أعرف من أين هذه ‏الصور؟ فقبل الوسواس لم ‏تكن ببالي أبدا، ولكن مضى ‏أكثر من 15 سنة على ‏القصة ولم أذكر شيئا، ولا ‏أستطيع أن أصل لليقين في ‏أي شيء. أحيانا يقترب ‏اعتقادي جدا جدا من أني ‏متوهمة، وأن ما أفكر فيه لا ‏يمكن أن يحدث، فأضحك ‏على نفسي وتفكيري، ‏وأفرح فترة، ثم أعود لحزن ‏أقوى، ولا أستطيع التخلص ‏من الفكرة. عالجت نفسي ‏سلوكيا، ولم تجد نفعا. ‏أعرف الحل بسؤال الزوج ‏عن نيته هل قصد الوقوع ‏عند تحقيق الشرط أم إنه ‏يوقعه عندما يعلم، ولكن ‏صدقني يا شيخ لو سألت ‏زوجي سوف لن يثق بي ‏أبدا، ولن يأمنني على ‏طفلتي، ولن يصدق أن ما ‏أتكلم عنه هو طفل والذي ‏أتخيله هو من عبث الطفولة ‏أو أول المراهقة، لن يصدق ‏كل هذا، وكذلك لا يعرف ‏أني مصابة بالوسواس بهذه ‏الحدة، فأنا لم أشتك له قط، ‏ولن يفهم أن الوسواس قد ‏يوصل البشر للتفكير بأمور ‏غريبة، فلا يميز الصح من ‏الخطأ منها، فربما أخرب ‏علاقتي بيدي، فقد سألته ‏مرة عن نيته بقول معين، ‏وغضب مني، ووبخني ‏على أفكاري ووساوسي. ‏للعلم فإنه عند ما قال( طبعا) ‏لم يعر للأمر أهمية كأنه ‏فقط قالها من سياق الكلام، ‏وأي رجل لو سئل سوف ‏يجيب هكذا أي إنه لا ‏يرضى لزوجته هذا الشيء.
‏وأسئلتي الآن: ‏
‏1. هل صحيح أن ما حدث ‏هو تعليق بشرط أم لا ؟
‏2. هل لو فرضنا ما أتخيله ‏وقع هل يحقق الشرط؟
‏3.أرجوك يا شيخ أعرف ‏أن من لم يتأكد من فعل ‏الشرط فليس عليه شيء، ‏ولكن هذا لن يطمئن قلبي ما ‏لم أعرف الحكم. أنا مريضة ‏نفسيا، أخاف إن تحقق ‏الشرط وأنا مع زوجي باقية ‏أموت وأنا على ‏الكبائر(الزنى) فأنا أشعر ‏بالذنب كلما اقترب مني؟
‏4. هل يعتبر تعليق بشرط ‏إذا لم ينو الزوج شيئا، فلو ‏سألته عن هذه الحادثة ربما ‏لا يذكر أصلا، لأنه حديث ‏عابر جدا ولا يذكر. أرجوك ‏يا شيخ أن لا تقول لي أن ‏أسأليه عن نيته، فالموت ‏أهون علي.‏
آسفة لإطالتي ولكني ‏مجبرة. وشكرا.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فكل ما ذكرت لا يقع به طلاق، وعليك أن تعرضي عن هذه الوساوس جملة وتفصيلا ولا تلتفتي إليها، واحذري من التهاون في هذا الأمر، فإن مجاراة الوساوس والتمادي معها عواقبه وخيمة، فاستعيني بالله عز وجل ولا تستسلمي للوساوس، واعرضي نفسك على طبيب نفسي؛ وراجعي في وسائل التخلص من الوسوسة الفتاوى أرقام : 39653، 103404، 97944، 3086، 51601.

وننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات النفسية بالموقع لمزيد من الفائدة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني