السؤال
زوجة أخي تعشقني بجنون، وتقول: إنه لا أحد حبه أكبر من حبك بقلبي غير الله، وأنا أيضا قد عشقتها، وأنا أخاف الله خوفا شديدا، لكن هي من أغرتني بحبها ولم أفعل معها أي شيء جنسي، لكن الشيطان الملعون كان أقوى منا ليجعلنا نمارس الحب بالقُبل، ولمس الأماكن الحساسة كالثدي، وفرجها.
أرجوكم ما حكمنا فيها بعد أن هدانا الله وتبنا إليه من المعصية والحمد لله، مع العلم أننا لم نعمق فيما بيننا؟
وجزاكم الله كثيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في شناعة ما وقع بينك وبين تلك المرأة من المنكرات، لكن مهما عظم الذنب فإنه لا يعظم على عفو الله، ومن تاب تاب الله عليه، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله، والعزم على عدم العود، ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها ويحسم مادة الشر، فاتق الله واقطع علاقتك بهذه المرأة، واحذر من استدراج الشيطان، وإياك والتهاون في التعامل معها بحجة أنها زوجة أخيك، فقد حذّر الشرع من تهاون المرأة مع أقارب الزوج تحذيرا بليغا، فعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ:« إِيَّاكُمْ وَالدُّخُولَ عَلَى النِّسَاءِ ». فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَرَأَيْتَ الْحَمْوَ؟ قَالَ: « الْحَمْوُ الْمَوْتُ » متفق عليه. الحمو: أخو الزوج، وما أشبهه من أقارب الزوج.
قال ابن الأعرابي: هي كلمة تقولها العرب مثلاً، كما تقول: الأسد الموت، أي لقاؤه فيه الموت، والمعنى احذروه كما تحذرون الموت.
وقال النووي رحمه الله: وإنما المراد أن الخلوة بقريب الزوج أكثر من الخلوة بغيره، والشر يتوقع منه أكثر من غيره، والفتنة به أمكن لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير نكير عليه بخلاف الأجنبي. انتهى.
والله أعلم.