السؤال
لدي سؤال وهو أنني ذهبت إلى إحدى البلدان العربية لحفظ القرآن، ولكن خلال فترة الحفظ في دار التحفيظ كنت قبل أن أكمل حفظ سورة أنتقل إلى آخرى، وفعلت ذلك في ثلاث سور ( أربع صفحات الأنعام، وأربع صفحات طه، وصفحة واحدة من الشعراء ) لأجل انشغال المعلم، والتسويف. وعند ما رجعت إلى بلدي أخبرت أمي والأهل أني ختمت القرآن، ولم أخبرها عن هذه السور الثلاث، وأخبرت أمي صواحبها بذلك أيضا. فما حكم ذلك؟ وأعرف أن النبي صلى عليه وسلم قال في الحديث: إن أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة ثلاثة ومنهم: رجل قال يا رب قرأت القرآن وأقرأته فيك. فيقول الله له: كذبت، وتقول له الملائكة: كذبت. إنما قرأت ليقال قارئ، وقد قيل . فيُأمر به، فيُلقى على وجهه. وهل علي أن أخبر الأهل والأصدقاء بالحقيقة، مع أني لم أتعلمه لأجلهم؟ وتأتيني خواطر من قبل نفسي والشيطان ماذا سيقولون وماذا سيظنون؟
أرشدوني أثابكم وهل لي أن قرأ في صلوات النوافل صفحة أو صفحتين مع العلم أن العبادة توقيفية؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأيا كان الأمر فلتستغفر الله تعالى مما صدر منك، وحسبك بالتوبة كفارة عن كل فعل، فالتوبة تمحو كل صغيرة وكل كبيرة، وعليك أن تتحرى الصدق فيما بقي من عمرك، ولا تستهن الكذب ولو قلّ، فالصدق منجاة، وجميل بكل لبيب أن يتحلى بالصدق في كل أمره، أحرى لمن منّ الله عليه أن جعله من حملة القرآن.
أما أن تطلع أمك أو أصدقائك أو غيرهم على حقيقك الأمر، فلا تدعو إلى ذلك حاجة، بل استر على نفسك وصنها عن كل ما لا يزينها، ولكن احرص بدل ذلك أن تتدارك ما فاتك من حفظ القرآن.
وأما بخصوص أول من تسعر بهم النار يوم القيامة: فقد جاء في ذلك ما أورده الترمذي وغيره، لكن إنما ذلك في حق من تعلم وقرأ رياء للناس وطلباً للسمعة والمدح، كما هو ظاهرمن الحديث.
قال في تحفة الأحوذي: والحديث دليل على تغليظ تحريم الرياء وشدة عقوبته، وعلى الحث على وجوب الإخلاص في الأعمال. اهـ
وأما ما سألت عنه من أمر النافلة: فلك أن تقرأ في النوافل من الصفحات ما شئت، وكلما استكثرت من القراءة كلما كان ذلك خيراً وأعظم أجراً إن شاء الله تعالى. وليس في هذا تعارض مع ما تقرر من التوقيف في العبادة .
وانظر للفائدة الفتوى رقم: 195053 وهي في مذاهب العلماء في المفاضلة بين طول القيام وكثرة الركوع والسجود.
والله أعلم.