السؤال
ما حكم الزوجة التي تعيش مع زوج لا يصلي، يشرب الخمر، ويزني ؟
أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، أعيش مع والداي في دولة عربية، إسلامية بالاسم أكثر من الفعل.
عانينا الكثير أنا وأمي من والدي، فهو يشرب كثيرا، وكل ما شرب يفتعل المشاكل. وعندما تذهب أمي لتزور والديها يأتي بنساء للبيت ويزني أمام عيني. لم أجرؤ على قول الحقيقة لأمي، كنت أقول الحمد لله أنه لا يقترب مني، وخوفا أن أتسبب في مشاكل كبيرة، وأدخل لغرفتي وأبكي، وأدعو الله أن يهديه وينجيني منه؛ لأنه سكران. ولكن زاد الأمر عن حده حتى عرفت أمي الحقيقة، عندما ذهبنا نزور أقارب لنا، ورجعنا فوجدنا فوطة صحية- أعزكم الله- في الحمام، واعترف أنه أتى بامرأة للبيت، حينها اعترفت لأمي.
المهم أمي سامحته، وقالت: هذا ابتلاء من الله عز وجل ولازم نصبر، وندعو له، مع العلم أنه طيب على طبيعته، ومحترم، ومتعاطف مع الناس ولا يؤذي أحدا عند ما يكون غير سكران.
رجع الوالد للزنا مرة بعد مرة، مرة يأتي بالعاهرات -أعزكم الله- للبيت بغياب أمي، مرة يأتي بهن للسطوح بوجود أمي، وأمي تسامحه ليومنا هذا، ووصل به الفعل أنه يصاحب بنت الجيران، أصغر مني سنا، وهي وافقت؛ لأنها تأخذ منه فلوس، وبعلم والديها الذين قالا: دعوه هو يبتعد عنها، هي صغيرة في السن (عمرها 21 سنة) عالم غريب.!
المشكل الأكبر أنه لا يصلي، ونحن الحمد لله عائلة ملتزمة، والوالدة الحمد لله طيبة، ومتسامحة، وصبورة، وفي كل مرة تجتنب الطلاق وتكمل معه الحياة على أمل الهداية.
أنا آسفة على التطويل ولكن أنا الآن في حيرة.
ما حكم زوجة وابنة تعيشان مع زوج يشرب، ويزني، ولا يصلي ؟ هل نشاركه في فعله؟ وبماذا تنصحوني ؟
مع العلم أن النصيحة لا تأتي بفائدة، ولا يتقبلها والدي من أي شخص.
هل إذا رأيت منكرا من والدي أكتمه أو أصارح أمي؟
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فكل من ترك الصلاة، وشرب الخمر، والزنا، من المنكرات العظيمة، ومن كبائر الذنوب. وأعظمها وأشدها خطرا ترك الصلاة، فقد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر تاركها وخروجه عن ملة الإسلام، وجمهور الفقهاء على خلاف ذلك كما هو مبين بالفتوى رقم: 1145. وراجعي في شرب الخمر الفتوى رقم: 1108، وفي الزنا الفتوى رقم: 1602.
فإن كان أبوك آتيا لهذه الموبقات، فهو مسيء أبلغ الإساءة. وقد أصبت في نصحك له، وأحسنت بدعائك له. فنوصيك بالاستمرار في ذلك وعدم اليأس، عسى الله أن يجعلك سببا لهدايته، فقلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء.
ولا يلزم في النصيحة أن تكون مباشرة، فيمكن أن تكون من طريق غير مباشر بإسماعه مواعظ مؤثرة من خلال محاضرات، أو أناشيد إسلامية فيها ابتهال واستغفار. ويمكن أن يقدم له النصيحة أحد الفضلاء ممن يغلب على الظن أن يكون قوله مقبولا عنده.
فإن تاب بعد هذا كله وأناب إلى الله، فالحمد لله؛ وإن استمر على هذا الحال، فلا ينبغي لأمك أن تبقي في عصمة رجل فاسق مثله تارك للصلاة، ويشرب الخمر، ويخادن ويعاشر الخلائل. وانظري الفتوى رقم: 16706.
وننبه في الختام إلى خطورة ما ذكرت من كونه على علاقة مع ابنة الجيران، ففيه إساءة للجوار. والأمر الغريب والتصرف العجيب ما ذكرت بالسؤال من كون والد هذه الفتاة عالما بالأمر، وهو بهذا ديوث لا يغار على أهله. فينبغي أن ينصح في هذا الأمر كل من أبيك وأبيها. وتنصح هذه الفتاة أيضا. ويمكن تهديدها برفع الأمر إلى من يمكن أن يردعها عن ذلك. وراجعي الفتوى رقم: 56653.
وأما بالنسبة لفضح أمر أبيك وإخبار أمك بما قد يقع منه من منكر، فالأصل الستر عليه وعدم فضح أمره، إلا إذا كانت هنالك مصلحة راجحة في الإخبار عنه؛ وراجعي الفتوى رقم: 167735.
ونصيحتنا لك في الختام في خاصة نفسك إن لم تكوني متزوجة، أن تبحثي عن زوج صالح تعيشين معه في محضن صالح وتخرجين من هذه البيئة الآسنة. علما بأنه يجوز للمرأة شرعا عرض نفسها على الأزواج مع الحشمة والأدب كما بينا بالفتوى رقم: 18430.
والله أعلم.