السؤال
أنا شاب جامعي, محافظ نوعًا ما على الواجبات, أدرس في جامعة مختلطة, والتبرج فظيع بحيث لا يمكن وصفه, والشباب - كما تعلمون - متأثر بالغرب, وأنا قررت مؤخرًا الدراسة بالقميص؛ لأني لم أعد أرتاح للبنطلون, فهل يعتبر لباس شهرة في الجامعة؟ وهل الأفضل في هذه الحالة أن ألبس البنطلون - إذ هو لباس أهل البلد - أم أظل بالقميص الذي أبدو به غريبًا؟ علمًا أني الوحيد في الجامعة الذي يدرس بالقميص, أما خارج الجامعة فهناك من يلبس القميص, فأريد نصيحة - بارك الله فيكم -.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالبنطال الساتر لا حرج فيه, ولا يعتبر من التشبه بالفساق والكفار الممنوع, فلا تتحرج من لبسه, لا سيما أن لبسه هو المعتاد بالجامعة, جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: أما لبس البنطلون والبدلة وأمثالهما من اللباس: فالأصل في أنواع اللباس الإِباحة؛ لأنه من أمور العادات، قال تعالى: قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ. {الأعرَاف: 32}, ويستثنى من ذلك: ما دلَّ الدليل الشرعي على تحريمه أو كراهته, كالحرير للرجال، والذي يصف العورة، لكونه شفافًا. انتهى.
وأما هل لبس القميص في مثل حالتك من باب لبس الشهرة: فلا يظهر ذلك؛ لأن ضابط لباس الشهرة عند العلماء هو مخالفة لباس أهل بلده بلا عذر، كما قال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: وخلاف زي بلده بلا عذر.
وعذرك في المخالفة هو فعل المستحب في الشرع, والتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم, فلا يكره ذلك, ولا يعتبر هذا من طلب الشهرة المذموم.
وسئل الحافظ جلال الدين السيوطي عن طالب علم تزيا بزي أهل العلم، وهو في الأصل من قرى البر، ثم لما رجع إلى بلاده وعشيرته تزيا بزيهم, وترك زي أهل العلم, فهل يعترض عليه في ذلك أم لا؟ أجاب بما معناه: لما اتصف بالصفتين لا اعتراض عليه في أي الزيين تزيا؛ لأنه إن تزيا بزي العلماء فهو منهم، وإن تزيا بزي أهل بلده وعشيرته فلا حرج عليه اعتبارا بالأصل, ولأنه بين أظهر عشيرته وقومه.
والله أعلم.