الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعبأ بالوساوس الشيطانية

السؤال

أرجو منكم أن لا تتركوني هكذا, فأعطوني جوابًا مفصلًا لما يحدث لي؛ فأنا أريد أن أعيش مسلمًا, وأتوفى مسلمًا, وأرجو منكم أن تقرؤوا سؤالي جيدًا, فأنا في كرب لا يعلمه إلا الله.
أنا إنسان موسوس إلى أبعد درجة من الممكن أن تتخيلوها, وتأتيني أفكار ودوافع كثيرة - لا أقوى على دفعها - وكانت تتعلق بالتوحيد وغير ذلك, وكنت أدافعها - والحمد لله -, لكن منذ شهر تقريبًا كاد الوسواس أن يفقدني عقلي, وتخيلوا معي أنني كنت في المرحاض وجاءني وسواس وأنا أقضي حاجتي أن أفعل ما يقوم به النصارى وأنا أقضي حاجتي, فامتنعت عن الفكرة, وبعد ذلك جاءني خاطر يقول لي: ما دمت قد امتنعت فأنت تعظم شعارهم - والعياذ بالله - وبعد دقائق جاءني نفس الشعور, ولكني خفت أن أكون بامتناعي عن تدنيس الصليب وأنا أقضي حاجتي قد عظمته - والعياذ بالله - فواصلت قضاء حاجتي ولم ألتفت له، وبعد ذلك جاءني وسواس أن تدنيس الصليب لا يجوز عندنا في الإسلام، فوقعت في حيرة من أمري، مع العلم أني أعلم أن النصارى على باطل, وعيسى - عليه السلام - بريء منهم, فماذا أفعل مع هذا الوسواس؟ وهل فيما وقع مني كفر أو ردة أم ماذا؟ فأنا أكاد أن أجن, فلا تتركوني فأنا بحاجة إليكم - واللهِ العظيم – فساعدوني, ولا تتركوني ديني وعقيدتي, فانصحوني وأفتوني - جزاكم الله خيرًا –

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد بلغ منك الوسواس مبلغًا عظيمًا - أيها الأخ الكريم - ولا علاج لما تعاني منه من هذه الوساوس إلا أن تعرض عنها, ولا تلتفت إلى شيء منها البتة.

وليس فيما حصل منك شيء من الردة، فدع عنك هذه الخواطر والأوهام التي يلقيها الشيطان في قلبك ليكدر عليك صفو عيشك، وكلما عرض لك شيء من هذه الوساوس فتعوذ بالله من الشيطان, ولا تعبأ بها البتة، واعلم أنك مأجور - إن شاء الله - ما دمت تجاهد هذه الوساوس, وتسعى في التخلص منها، وانظر الفتوى رقم: 147101 وما فيها من إحالات.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني