الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقصير الأب أو فسقه لا يسقط بره ولا يبيح الإساءة إليه

السؤال

أكره أبي كرها جما، ولا يمكن لي أن أحبه إطلاقا؛ وذلك لتصرفاته التي أكرهها كثيرا، فقلت له: اعتبرني لست ابنك، وأنت لست أبي.
فهل هذا عقوق ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما لا شك فيه أن ما قلته لأبيك هو من العقوق، فاستغفر الله منه، وتب إليه، واعتذر لأبيك لعله يتجاوز عن زلتك، ويغفر لك خطيئتك.

وأما الأعمال التي ذكرت كونها سببا لكرهك له، فلم تبين لنا هل هي مما يجب كرهه شرعا كالمعاصي أم ليست كذلك.

وعلى كل، فكره المعاصي والأعمال السيئة التي قد تصدر منه لا حرج فيه؛ لأنه كره للفعل لا للفاعل، كما أن الكره القلبي الذي لا يملك المرء دفعه لا مؤاخذة فيه، لكن يؤاخذ المرء بتصرفه وفق ذلك الكره بقول، أو فعل محرم تجاه الأب حتى ولو كان مسيئا ومقصرا، أو فاسقا، فإن ذلك لا يسقط بره، ولا يبيح الإساءة إليه؛ وانظر الفتوى رقم: 43891

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني