الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عاقبة من تتساهل في الخلوة مع الشباب وباب التوبة مفتوح

السؤال

أكاد أموت من القهر: أنا فتاة متدينة أخاف الله طالبة جامعية متفوقة في دراستي، وفي حياتي لم أصدق حب الشباب وطيشهم ـ ديني ودراستي وأهلي فقط ـ وفي يوم جاء شاب وصارحني بحبه لي ولا أعرف لماذا صدقته، ففي حياتي كلها لم أصدق شابا في هذه الأمور، ومع الوقت جعلني أتعلق به، وعندما خرجت معه في أحد الأيام في الجامعة كنا خجلين فأخذني بالحضن وقال لي إنه يحبني بجنون فصرخت في وجهه فاعتذر، ثم اقترب مني وقبلني ففقدت وعيي، فقال لي هذا حلال، أنا أحبك بجنون، يا شيخ أنا لا أنام وقد تدهورت صحتي وأتمنى الموت، فماذا أفعل ليغفر لي ربي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الله عز وجل من أسمائه التواب، وهو سبحانه يحب التائبين، كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ {البقرة:222}.

والله جل وعلا يفرح بعبده إذا تاب إليه، فعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لله أشد فرحا بتوبة عبده حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة، فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها، قد أيس من راحلته، فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده، فأخذ بخطامها، ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح. أخرجه الشيخان، واللفظ لمسلم.

والعبد إذا تاب فإن الله يغفر له ذنبه مهما كان عظيما، قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

بل إن الله بفضله وكرمه يبدل سيئات التائبين حسنات، كما قال سبحانه: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا {الفرقان:70}.

فعليك أن تتوبي إلى الله وتستغفريه، وأكثري من النوافل بأنواعها، واحذري من القنوط من رحمة الله ومغفرته، وعليك أن تبتعدي عما يسبب الوقوع في مثل هذا المنكر من الاختلاط بالرجال وغيره، ولمعرفة شروط التوبة وأحكامها راجعي الفتاوى التالية أرقامها: 5450، 111852.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني