السؤال
ما صحة هذه الأحاديث:
مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه، فقالت قريش: يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي، قال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي، فجاء حتى جلس فقال: يا محمد ! مم يخلق الإنسان؟ فقال: يا يهودي من كل يخلق: من نطفة الرجل، ومن المرأة. فأما نطفة الرجل فغليظة، منها العظم والعصب، وأما نطفة المرأة فمنها اللحم والدم.
2 - مر يهودي بالنبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه قال: فقالت قريش: يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي، قال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي. قال: فجاء حتى جلس، ثم قال: يا محمد مم يخلق الإنسان؟ قال: يا يهودي من كل يخلق، من نطفة الرجل، ومن نطفة المرأة. فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب، وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم، فقام اليهودي فقال: هكذا كان يقول من قبلك.
3 - مر يهودي برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدث أصحابه فقالت قريش: يا يهودي إن هذا يزعم أنه نبي، فقال: لأسألنه عن شيء لا يعلمه إلا نبي. قال: فجاء حتى جلس ثم قال: يا محمد مم يخلق الإنسان قال: يا يهودي من كل يخلق من نطفة الرجل، ومن نطفة المرأة. فأما نطفة الرجل فنطفة غليظة منها العظم والعصب، وأما نطفة المرأة فنطفة رقيقة منها اللحم والدم. فقام اليهودي فقال: هكذا كان يقول من قبلك.
وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الحديث ضعيف، قال عنه الألباني في سلسلة: الأحاديث الضعيفة، والموضوعة، وأثرها السيئ في الأمة:( إن نطفة الرجل بيضاء غليظة، فمنها يكون العظام والعصب، وإن نطفة المرأة صفراء رقيقة، فمنها يكون الدم واللحم ). ضعيف. أخرجه أحمد (1/ 465) ، والطبراني في "المعجم الكبير" (10/ 213/ 10360) من طريقين عن عطاء بن السائب، عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه قال: قال عبد الله: مر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فجعل الناس يقولون: هذا رسول الله. فقال يهودي: إن كان رسول الله فسأسأله عن شيء، فإن كان نبيا علمه. فقال: يا أبا القاسم ! أخبرني ؛ أمن نطفة الرجل يخلق الإنسان أم من نطفة المرأة ؟ فقال : ... فذكره. والسياق للطبراني ؛ وزاد أحمد: فقام اليهودي فقال: هكذا كان يقول من قبلك. ومن هذا الوجه: رواه البزار في "مسنده - كشف الأستار) (ق 218/ 1 - المصورة) - ولم يسق لفظه - ، وقال:"لا نعلم رواه عن القاسم هكذا إلا عطاء، وعنه إلا أبو كدينة" ! قلت: اسمه يحيى بن المهلب البجلي، وهو صدوق من رجال البخاري؛ لكنه قد توبع؛ فإنه عند الطبراني عن حمزة الزيات - وهو من رجال مسلم - عن عطاء بن السائب. فالعلة من عطاء؛ فإنه كان اختلط. وبه أعله الهيثمي في "المجمع" (8/ 241) ، فقال:"رواه أحمد، والطبراني، والبزار بإسنادين، وفي أحد إسناديه عامر بن مدرك، وثقه ابن حبان، وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات، وفي إسناد الجماعة عطاء بن السائب ، وقد اختلط" ! قلت: في هذا التخريج تسامح كبير لا يعبر عن الواقع ! فإن رواية عامر بن مدرك - عند البزار - ليس فيها هذا التفصيل الذي في رواية عطاء ؛ فإن لفظ عامر:"ماء الرجل أبيض غليظ، وماء المرأة أصفر رقيق، فأيهما علا؛ غلب الشبه" . وعامر هذا - وإن كان لين الحديث ؛ فإن - لحديثه شواهد في "صحيح مسلم" وغيره، خرجت بعضها في "الصحيحة" (1342)؛ بخلاف حديث عطاء؛ فإن ما فيه من العظام والعصب، واللحم والدم؛ لم يرد في شيء من تلك الشواهد، فكان منكرا، ولذلك؛ خرجته هنا ....اهـ.
والله أعلم.