السؤال
يا شيخ أنا لدي وسوسة كثيرة، ومعها عندي كثرة خروج الغازات، لكن لا تبلغ حد السلس، ووسوسة في خروج البول بعد الاستنجاء فأحيانا أفتش فأجد، وأحيانا لا أجد شيئا (كما أن إجاباتكم على الموقع حيرتني، فأجد أن سلت الذكر واجب، وأحيانا بدعة، فلم أعد أعرف ما يجب علي فعله. مرة تقولون: دعها على الفطرة؛ وأحيانا يجب السلت، والنتر، والتنحنح، ومشي خطوات ) ووسوسة في الرياء. فأقطع الوضوء لشعوري بالرياء، وسوسة في قطع النية، فمثلا في الصلاة أشعر باضطراب قرب فتحة الشرج بسبب الغازات، فأرتبك هل خرج مني شيء أم لا؟ ثم يراودني قطع النية، فأعيد الصلاة، وأحيانا أشعر بالرياء حتى عندما أكون وحدي، فأعيد العبادة أكثر من مرة وأظل طيلة فترة العبادة أدافع الرياء، وقطع النية، والغازات ليست كثيرة وإنما الاضطرابات داخل الأمعاء هو ما يجعلني أرتبك وأعيد. استشرت الطبيب فأعطاني أدوية وأنا الآن أتناولها، لكن لا أظنها ذات جدوى، كما أنه أخبرني أن العامل النفسي قد يكون السبب الرئيسي في ذلك. وذلك ما أظنه وأخاف منه، فالوسوسة هي التي توتر أعصابي، كما أن الغازات زادت من الوسوسة فكلاهما سبب وكلاهما نتيجة. فما الحل؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحل هو أن تعرض عن هذه الوساوس، وألا تلتفت إلى شيء منها مهما كثرت أو تنوعت، فإذا وسوس لك الشيطان بأنه قد خرج منك ريح، فأعرض عن وسوسته، وامض في صلاتك وعبادتك، وإذا وسوس لك بأنه قد خرج منك شيء من البول، فلا تلتفت إلى وسوسته، ولا تفتش لتتحقق من الأمر وامض في شأنك، وإذا وسوس لك أنك ترائي في العبادة، فامض فيها ولا تقطعها لأجل الوسوسة، وهكذا فافعل في جميع ما يعرض لك من الوساوس حتى يعافيك الله تعالى؛ وانظر الفتوى رقم: 51601 ، ورقم: 134196.
ولا تحكم بأن طهارتك قد انتقضت، أو أن صلاتك قد بطلت، إلا إذا حصل لك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه بذلك، وأما مجرد الوسوسة فلا تعبأ بها البتة.
وأما ما ذكرته عنا من أننا نوجب سلت الذكر، أو نتره أو نحو ذلك، فهذا كلام غير صحيح، ونحن لم نقل بهذا قط، والذي نفتي به أن هذه الأفعال غير مشروعة، وإن كان أحد يحتاج إليها لعلمه أنه إن لم يفعلها خرجت منه قطرات البول، فليفعلها؛ وانظر الفتوى رقم: 138157.
وإذا كانت هذه الأفعال إنما يؤتى بها لأجل الوسوسة، فالذي ينبغي هو تركها، وأن يبقى المرء بصورة طبيعية، فإذا قضى حاجته استنجى، وبادر بالانصراف دون التفات لشيء من الوساوس.
والله أعلم.