السؤال
كنت قد أرسلت لكم مشكلتي بعنوان: زوجي يمنعني من مواصلة أخي لسوء طبع زوجته, وبعد توفيق الله, وبعد قراءته للفتوى, وبحثه في صلة الأرحام سمح لي بإعادة التواصل مع أخي بطريقة لا بأس بها, وتريحني, وتساؤلي الآن - وهو ما يقلقني - أن العلاقة ضعيفة للغاية, بل تفتقد طعم الأخوة, فأخي لا يبادر بالسؤال, فأنا من أتحين الفرصة لمراسلته, ولكنه إذا صادفني يسلم بكل لطف, فهل من نصيحة لتتحسن الأمور إلى الأفضل؟ وبما أنه على خلاف مع زوجي, وليس بينهما سلام ولا كلام لكبر المشاكل والإهانات التي صدرت من زوجته, فنحن لا نتزاور أبدًا, وزوجي لا يمانع أن أرى أخي خارج المنزل، فماذا أقول للناس عندما يسألونني عن سبب عدم التزاور بيننا بحيث لا أعطي تفاصيل ما حدث أولًا منعًا للنميمة - عسى الله أن يصفي القلوب ويهدي النفوس -؟ وشكرًا لكم على كل شيء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد حض النبي صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم حتى لمن يقطعها، فعَنْ عبد الله بن عمرو عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ, وَلَكِنْ الْوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا. رواه البخاري.
فالذي ننصحك به أن تداومي على صلة أخيك ابتغاء مرضاة الله، واعلمي أن الإحسان والتجاوز عن الهفوات والمبادرة بالكلام الطيب - ولو تكلفًا - يجلب المودة والتآلف، قال الغزالي - رحمه الله - في إحياء علوم الدين: بل المجاملة - تكلّفًا كانت أو طبعًا - تكسر سورة العداوة من الجانبين, وتقلّل مرغوبها, وتعوّد القلوب التآلف والتحاب.
وننصحك بالسعي في الإصلاح بين أخيك وزوجك, فإن إصلاح ذات البين من أحب الأعمال إلى الله، ويجوز لك في سبيل الإصلاح بينهما إخبار كل منهما بكلام يجلب المودة بينهما ويذهب الشحناء - وإن لم يكن واقعًا - وليس ذلك من الكذب المذموم، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لَيْسَ الْكَذَّابُ الَّذِى يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ, وَيَقُولُ خَيْرًا, وَيَنْمِى خَيْرًا. متفق عليه, واللفظ لمسلم.
وأما عن الرد على من يسألك عن سبب عدم التزاور بينك وبين أخيك فيجوز لك أن تستعملي التورية والتعريض: بأن تقولي كلامًا يحتمل أكثر من معنى تقصدين به شيئًا واقعًا ويفهم منه معنى آخر، وانظري في بيان ذلك الفتوى رقم:68919.
والله أعلم.