السؤال
هل يجوز وأنا في الصلاة أن أجعل الكعكة فوق شعري؟
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فإذا صلت المرأة وهي لافة شعرها فوق رأسها على هيئة ما يُسمى بالكعكة فإن صلاتها صحيحة, بشرط أن يكون الشعر مستورًا؛ لأن شعر المرأة عورة تبطل الصلاة بظهوره, وتصفيف الشعر على هيئة الكعكة فوق الرأس وإن كان جائزًا في المفتى به عندنا كما في الفتوى رقم: 125604, فإن بعض العلماء يرى أنه مذموم شرعًا ومحرم وهو ما أفتت به اللجنة الدائمة والشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى - فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: وأما عمله كعكة فلا يجوز؛ لما فيه من التشبه بنساء الكفار، والتشبه بهن حرام، ولتحذير النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك بقوله صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد: قوم معهم سياط كأذناب البقر، يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مميلات، على رؤوسهن مثل أسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» رواه أحمد ومسلم. اهــ.
كما ذكرناه أيضا عن الشيخ ابن عثيمين في الفتوى رقم: 133442, وجاء في فتاوى الإسلام سؤال وجواب للشيخ المنجد - حفظه الله - نقلًا عن فتاوى المرأة جمع المسند ص 218:
وسئل الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: ما حكم وضع الحشوى داخل الرأس؟ أي: ما حكم تجميع المرأة لشعرها فوق الرأس أو ما يسمونه بوضع الكعكة؟
فقال الشيخ: الشعر إذا كان على الرأس على فوق فإن هذا عند أهل العلم داخل في النهي, أو في التحذير الذي جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "صنفان من أهل النار لم أرهما بعد" وذكر الحديث وفيه "ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة". فإذا كان الشعر فوق ففيه نهي, أما إذا كان على الرقبة مثلًا فإن هذا لا بأس به إلا إذا كانت المرأة ستخرج إلى السوق فإنه في هذه الحال يكون من التبرج؛ لأنه سيكون له علامة من وراء العباءة تظهر، ويكون هذا من باب التبرج ومن أسباب الفتنة فلا يجوز. اهــ
وعلى هذا القول, لا يجوز للمرأة أن تصف شعرها على تلك الصفة - سواء في الصلاة, أو غيرها - والعمل بهذا أحوط وأبرأ للذمة.
والله تعالى أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني