الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخير الإنجاب لايعني كونه عقوبة على ذنب

السؤال

أنا شاب في كلية الطب، وفقني الله للالتزام والتدين منذ فترة ليست بعيدة, ولم أكن جيدًا من قبل - أسأل الله العفو والمغفرة – وقد تزوجت, وزوجتي متدينة, وحملت ولم يكتمل الحمل، ومن بعدها لم تعد تحمل, وقبل أربع سنين كنت قد تركت فتاة متدينة لأن أباها رفض أن يزوجني إياها, ولم أستطع حينها أن أنتظر؛ لأنني أردت أن أرزق ذرية صالحة أُفرِح بها قلب والديّ المتقدمين في السن, وقدَّر الله أن لا تحمل امرأتي, وأنا الآن أتابع الأمر من الناحية الطبية, فهل يجب عليّ الاعتذار للفتاة السابقة التي تركتها وأن أطلب عفوها؟ وهل من الممكن أن يكون سبب ما حدث معي هو ظلمي لها؟ أرجو نصحي لعمل الصواب.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يجزيك خيرًا على سلوكك سبيل الاستقامة، وأن يرزقك الثبات على الحق حتى تلقاه على خاتمة حسنة, ولمعرفة بعض وسائل الثبات راجع الفتوى رقم: 1208, والفتوى رقم: 10800.

وإن كان الأمر لا يعدو كونك قد تركت الفتاة المذكورة بعد أن كنت تنوي الزواج منها: فليس في هذا ظلم لها، خاصة أن الرفض كان من قبل أبيها - حسب ما أفدت في سؤالك -.

وأما إن كنت ظلمتها من جهة أخرى لم تبينها في سؤالك: فالواجب عليك التوبة, واستسماحها في ذلك, إن لم تخش أن تترتب على ذلك مفسدة أعظم، وراجع للأهمية الفتوى رقم: 144819, والفتوى رقم: 18180.

وعلى كل تقدير: لا يلزم أن يكون هذا الحرمان من الذرية عقوبة على ذنب، بل قد يكون مجرد ابتلاء, فقابل ذلك بالصبر وبذل الأسباب التي قد تعين على الإنجاب، ومن أعظمها الدعاء والاستغفار، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 177341.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني