السؤال
أنا أحب ابن خالتي وهو مصاب بالأنيميا فكيف أقنع أهلي وأهله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق فمثله من رغب الشرع في الزواج منه، روى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض. قال بعض أهل العلم: الخلق مدار حسن المعاشرة .. والدين مدار أداء الحقوق. فالشاب الدين ذو الخلق إذا أحب المرأة أكرمها, وإذا أبغضها لم يهنها أو يظلمها, هذا من جهة.
ومن جهة أخرى: فقد حث النبي عليه الصلاة والسلام المتحابين على الزواج، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه في سننه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
ومرض فقر الدم المذكور لا يخلو من حالتين:
الأولى: أن يكون خفيفًا لا تأثير له على الحياة الزوجية واستقامتها وسعادتها، فنوصي في هذه الحالة بمحاولة إقناع أهلك وأهله - خاصة والديه ووالديك - بالموافقة على زواجه منك، واستعيني عليهم بكل ذي رأي وهيبة من الأقارب, أو غيرهم، ولا تنسي أن تكثري من الدعاء, فإنه جماع الخير, وأفضل سبيل لتحقيق الرغبات, وجلب الحاجات، ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 119608 ففيها بيان بعض آداب الدعاء, فإن تم إقناعهم فالحمد لله, وإلا فلا حرج في الزواج من غير رضاهم، خاصة عند خشية الفتنة, وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 161587, وإن لم يتيسر لكما الزواج فليذهب كل منكما في سبيله، واحذرا كل ما يمكن أن يكون من أسباب الفتنة.
الثانية: أن يكون هذا المرض شديدًا يخشى أن يؤثر على الحياة الزوجية واستقرارها، وفي هذه الحالة تجب طاعة الوالدين إن أصرا على الرفض؛ لأن طاعتهما في المعروف واجبة، وهذا من المعروف, ولمزيد الفائدة راجعي الفتوى رقم: 76303 ففيها ضوابط طاعة الوالدين.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني