الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج المعاناة في قضاء الحاجة والوسوسة بخروج البول والوضوء مرات عديدة

السؤال

عندي مشكلة سبَّبت لي الهم والقلق, والناس كلهم يعانون مني, ويقولون لي: عندك وساوس, ويغضبون مني, وأنا في غرفتي أبكي وحدي, وأقول: "لا أحد يفهمني" وأنا منذ سنة تقريبًا على هذه الحالة, وبعد كل فترة ازداد سوءًا, فأنا أحس بمثل قطرات البول تخرج مني عند الضحك والعطس, حتى وأنا قائمة أصلي أشعر بهذا الشيء, وكذا لو تحركت حركة دون قصد وأنا في الصلاة؛ وهذا يجعلني أتأخر في الحمام؛ لأنني بعد التبول أشعر أني أريد التبول مرة ثانية, وعندما أجلس لأتبول لا يخرج شيء, وإذا قمت لأتوضأ أشعر أنني أريد التبول مرة أخرى, وهكذا, فأنا أتوضأ أكثر من مرة, وأتعب كثيرًا؛ لأن الوقت يمر عليّ, فأحيانًا أظل في الحمام مدة ساعة, وأقلها ربع ساعة, أو ثلث ساعة, وأكون فرحة لو خرجت في مثل هذا الوقت, فأرجو منكم أن تفيدوني, فأنا أتوضأ لكل صلاة, وأغسل ملابس الصلاة دائمًا - من الداخلية إلى الخارجية - وهذا جعلني انطوائية, ولا أحب الذهاب لأحد؛ لأنني أشعر بالحرج من ذلك.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنك مصابة بالوسوسة - أيتها الأخت الكريمة - فاعلمي أنه لا علاج لهذه الوساوس إلا الإعراض عنها, وعدم الالتفات إلى شيء منها، وانظري الفتوى رقم: 51601.

فالذي ننصحك به لكي تتخلصي من هذه المعاناة, أنك إذا قضيت حاجتك فبادري بالقيام, ولا تطيلي المكث - مهما وسوس لك الشيطان, وأوهمك أنك تحتاجين إلى ذلك - فإذا انصرفت فتوضئي ثم صلي غير ملتفتة إلى أي شك يعرض لك بخروج قطرات البول منك، ولا تعيدي الوضوء أو تقطعي الصلاة إلا إذا تيقنت يقينًا جازمًا تستطيعين أن تحلفي عليه أنه قد خرج منك ما ينقض الوضوء، وإذا فرض أنك مصابة بخروج قطرات البول بعد التبول فقد بينا ما يفعله المصاب في هذه الحالة في فتاوى كثيرة انظري منها الفتوى رقم: 159941.

ولو فرض أنك مصابة بالسلس: فتوضئي لكل صلاة بعد دخول وقتها, مع التحفظ, وصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، وانظري لبيان ضابط الإصابة بالسلس الفتوى رقم: 119395.

فالأمر - بحمد الله - يسير، ومع الشك - كما قلنا - فلا يلزمك شيء، ولا تستجيبي لوسوسة الشيطان فتعيدي الوضوء أو الصلاة لمجرد الشك, فإن هذا الاسترسال مع الوساوس يفتح عليك بابًا عظيمًا من أبواب الشر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني