السؤال
أنا شاب في السابعة عشرة من عمري أحب سماع القرآن والدروس الدينية وأجتهد في تلاوة القرآن، غير أنني أفرط في بعض العبادات
وذنوب السر عندي كثيرة، أريد التوبة والإقلاع عن الذنب وأبدأ بالعلم الشرعي، وأريد الطريق القويم، لكي أنجو في الآخرة، وأسعد في الدنيا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فطريق النجاة في الآخرة والسعادة في الدنيا واضح لا خفاء به ـ والحمد لله ـ وهو الإيمان والعمل الصالح، قال تعالى: مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:97}.
ففعل ما أمر الله به وترك ما نهى الله عنه والدخول في جميع شرائع الإسلام، كما قال الله: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً {البقرة:208}.
والتوبة إلى الله تعالى والإقبال عليه هو السبيل للسعادة وحصول الطمأنينة والحياة الطيبة، وذلك يكون بالتزام الفرائض والاجتهاد في فعل النوافل، كما قال الله في الحديث القدسي: وما تقرب عبدي إلي بمثل أداء ما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه.
وبترك جميع المحرمات والاجتهاد في ترك المكروهات وفضول المباحات، فننصحك ـ أيها الأخ الكريم ـ إن أردت السعادة الحقيقية أن تجاهد نفسك في التوبة النصوح إلى الله تعالى، ومما يعينك على التوبة من ذنوب الخلوات دوام المراقبة لله سبحانه واستحضار اطلاعه عليك وإحاطته بك وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك فتستحيي منه سبحانه فإنه أحق أن يستحيا منه من الناس، واحذر أن تكون ممن أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنهم أنهم يأتون بحسنات أمثال جبال تهامة يجعلها الله هباء منثورا، لأنهم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، ومن أعظم ما يعينك على الاستقامة الاجتهاد في طلب العلم حفظا للقرآن والسنن الثابتة وتعلما لمعانيهما، وينبغي أن تلزم أهل العلم في بلدك فتتلقى عنهم وتلتزم بما يضعونه لك من المناهج، مع الإكثار من القراءة والمطالعة للمواقع النافعة والكتب السهلة التي تتناسب وسنك وحظك من التحصيل، وفي موقعنا جملة وافرة من الفتاوى في منهجية طلب العلم وطرق تحصيله وأنفع الكتب في كل باب من الأبواب يمكنك الدخول إلى جملة هذه الفتاوى عن طريق العرض الموضوعي، وننصحك بصحبة الأخيار، فإن صحبتهم من أعون شيء على الاستقامة، واجتهد في دعاء الله تعالى والاستعانة به أن يهديك لأرشد أمرك ويعلمك ما ينفعك ويصرف عنك الفتن.
والله أعلم.