الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يؤثر في صحة الإيمان غلبة الشرك على اللسان بفعل الوسوسة وبغير اختيار

السؤال

منذ سنوات طويلة وأنا أعاني من الوسواس القهري، وأكثر شيء يشغل بالي واهتمامي أمور الوضوء والصلاة حتى وصلت لمرحلة التقصير فيهما، ثم أتاني بعد ذلك في الدراسة وخاصة أيام الامتحانات لدرجة أنني كنت أشعر أيام الامتحانات أنني في حرب وكنت أعاني كثيرا حتى أذاكر، وبعد أن تزوجت أصبح يسيطر علي في الذرية، ورغم خوفي الشديد ألا تكون ذريتي صالحة إلا أن الوسواس كان كلما هممت بالدعاء أن يرزقني الله الذرية الصالحة يأتي ببالي عكس ما أريد وأجد صوتا يقول بأنني أريد عكس الذي أدعو به، ومع الأسف كان الوسواس دائما يقنعني بذلك حتى سئمت الدعاء، ومع أنني أعيش في السعودية حرمت على نفسي شرب زمزم، لأنني كلما هممت بالشرب تأتيني أدعية سيئة جدا على أولادي وأخشى أن يتقبلها الله على اعتنبار أن زمزم لما شرب له، وتشعبت الوساوس عندي فالوسواس يبعد عني كلما بعدت عن الله، ولذلك كلما هممت بالصلاة يوسوس لي بالشرك ـ والعياذ بالله ـ حتى أظن أنني قد تلفظت ببعض كلمات الشرك بسبب هذا الوسواس، ولشدة خوفي أن أقع في هذا مرة أخرى أو أشرك بالله يوسوس لي الشيطان بشدة في الدعاء على الأبناء على أساس أن هذا هو السبب في الوسواس بالشرك، فهل لو جرت على لساني كلمة شرك في سري دون الجهر بها أعتبر قد أشركت؟ وياليت ما تصفونه لي يكون من العلاج السلوكي وليس دواء، لأنني مرضعة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فاعلمي ـ عافاك الله ـ أن الوسوسة من شر الأدواء وأخطر الأمراض التي متى تسلطت على العبد أفسدت دنياه ودينه، فلا بد لكي تحيي حياة سعيدة خالية من المنغصات أن تجاهدي نفسك في الإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، واعلمي أنها من كيد الشيطان لك ومكره بك يريد بها أن يصدك عن العبادة، وأن يبعدك عن الخير، وأن يحول بينك وبين طاعة الله تعالى، ففوتي عليه هذه الفرصة بالإقبال على الطاعة والإعراض عن الوسوسة،

واعلمي أن كل ما يعرض لك من الوساوس لا يضرك ـ بإذن الله ـ ومهما تردد في ذهنك من الدعوات على أولادك فالله عز وجل لا يؤاخذك به ولا يضر شيء من ذلك أولادك، ومهما خطر في قلبك من خواطر الشرك أو حتى جرى على لسانك قهرا بغلبة الوسوسة وبغير اختيار فإنه لا يضرك ولا يؤثر في صحة إيمانك، فعليك أن تعرضي عن الوساوس وتدفعيها عنك كلما عرضت لك حتى يعافيك الله تعالى، وبخصوص العلاج السلوكي يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني