السؤال
أسأل الله عز وجل أن يغفر لي من ذنوبي ما تقدم وما تأخر، وسؤالي هو: ما حكم الإخلاف في وعد لله عز وجل؟ أنا فتاة في 21 من عمري، وكنت في صغري في نوع من الجهل، وكنت أنظر إلى مواقع تثير الشهوة ـ والعياذ بالله ـ وأنا نادمة جدا على ما فات مني، وقد وعدت الله تعالى أن لا أعود للنظر إليها مجددا، وللأسف أخلفت وعدي ـ أقسم بالله العزيز أنني نادمة جدا ودموعي لا تفارق عيني ـ أريد أن أخفف ألمي، فقد اسودت الدنيا في وجهي، أقسم بالله أنني تبت، ولكنني خائفة من إخلاف وعدي لله عز وجل وعقابه، وخائفة من أن يغلق باب التوبة في وجهي وأعود للنظر مرة أخرى، مع العلم أنني لا أريد ذلك أبدا، أريد أن أبقى على دين الله عز وجل، أرجوكم ساعدوني.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد كان واجبا عليك أن تفي بوعدك لربك لا سيما أنه وعد على ترك معصية، فعليك أن تتوبي إلى الله تعالى من خلفك للوعد معه سبحانه، ومن اقترافك لتلك المعصية وعلى أي حال، فهذا الوعد لا يعد يمينا ولا تلزم منه كفارة، وانظري للتفصيل الفتوى رقم: 173155.
وما دمت قد تبت إلى الله عز وجل، فإن الله هو الغفور الرحيم، وهو سبحانه لا يتعاظمه ذنب أن يغفره، فأحسني ظنك بربك، وأقبلي عليه، واجتهدي في العمل الصالح، وأكثري من فعل الحسنات، وإذا صدقت توبتك فذنبك هذا كأنه لم يكن، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. أخرجه ابن ماجه وغيره.
نسأل الله لنا ولك التثبيت على الحق حتى نلقاه.
والله أعلم.