السؤال
كيف أعامل والدي في وظل جود خلافات حادة؟ وكيف أحسن من منزلتي عنده وعلاقتي به؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمهما كان حال أبيك، ومهما وصل الخلاف بينك وبينه، فيجب عليك بره والإحسان إليه، وصلته بما تقدر عليه بالمعروف، ولا يجوز لك كرهه ولا هجره، ولا الإساءة إليه بأي نوع من أنواع الإساءة قولاً كان أو فعلاً؛ قال الله تعالى: فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا {الإسراء:23}.
قال الرازي: المراد من المنع من التأفيف، المنع من إظهار الضجر بالقليل والكثير. انتهى.
فاحرص على بره بالمعروف وإن أساء، واعلم أن عقوقه من أكبر الكبائر، كما في حديث أبي بكرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا، قلنا: بلى يا رسول الله، قال: الإشراك بالله، وعقوق الوالدين، وكان متكئاً فجلس فقال: ألا وقول الزور، وشهادة الزور. فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. متفق عليه.
وانظر الفتاوى أرقام: 8173، 5339، 4296.
وإذا فعل ما لا ينبغي شرعاً أو عرفاً، فيشرع لك نصيحته، لكن بالحكمة واللطف واللين، وبيان الصواب له، وليس ذلك من عقوقه، كما بينا في الفتوى رقم: 1042.
وأعلم أن الوالد متى ما رأى منك حرصا على بره وطلب مرضاته، وتجنب ما يغيظه ويجلب سخطه، سيتغاضى عن زلاتك، ويحنو عليك، ويرضى عنك، ورضاه سبب في رضى الرب؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: رضى الرب في رضى الوالدين، وسخط الرب في سخط الوالدين. رواه الترمذي، والحاكم وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي والألباني.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني