السؤال
لقد فقدت هاتفي، وتواصلي مع أصحابي وأقاربي انتهى؛ وفقدت مستواي الدراسي، وفقدت أشياء كنت أجيدها، وفقدت الشخص الذي أحب.
أنا أشعر بألم عميق جداً؛ وأشعر أن الله غاضب مني، ويعذبني لكي أصبح أكثر عذوبة.
ولكني مصابة بالإحساس بالفناء؛ وتلك المصائب المتتالية تؤلمني كثيراً، وتجعلني لا أستطيع ممارسة حياتي بروح معنوية.
أنا متألمة جداً. كيف يستجيب الله لرجائي ؟
وشكراً.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنوصيك بأن تصبري على ما قدره الله عليك، وأن تتجافي عن الجزع والتسخط على قضاء الله، واعلمي أن الله سبحانه أرحم بالعبد من نفسه، وأن كل ما يقضيه الله لعبده المؤمن فهو خير له؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء، صبر فكان خيرا له. أخرجه مسلم.
والعبد قد تكون له منزلة عظيمة عند الله لا يبلغها إلا بالمصائب، جاء في الحديث: إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة، لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده، أو في ماله، أو في ولده، ثم صبره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى. أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
والجزع لن يرفع المصاب عن العبد، بل سيحرمه أجر الصبر، وهذه المصيبة أعظم.
والله عز وجل عند ظن عبده به كما صح في الحديث، فأحسني الظن بالله تحسن عاقبتك، ولن يخيب الله عبدا رجاه صادقا في رجائه، واحذري من القنوط من رحمة الله، واليأس من روحه، فإنهما من المحرمات، قال سبحانه: قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:56}، وقال تعالى: إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:87}.
ونوصيك بالمحافظة على الصلوات المفروضة في أوقاتها؛ فإنها عماد الدين، وهي الصلة بين العبد وربه، وبها تنشرح الصدور، وأكثري من تلاة القرآن العظيم، واستماعه، ففيه نور القلوب، وشفاء الصدور، وجلاء الأحزان، ولازمي الاستغفار فإنه يغلق عن العبد أبواب الشرور ويفتح له أبواب الخيرات والرحمات، وابتعدي عن المعاصي ما استطعت فإنها جالبة الأنكاد والهموم، واتخذي صحبة صالحة تذكرك بالله، وتعينك على طاعته.
وراجعي للفائدة الفتاوى أرقام: 139774 ، 152655 ، 14836 ، 79693 ، 95625.
والله أعلم.