السؤال
عاهدت نفسي منذ الصغر على العبادة والطاعة، ولكن منذ 8 سنوات فقدت تمسكي الديني وتلك الروحانيات التي عشتها فجأة!! ووصل بي الأمر إلى تراكم الصلوات ومضاجعة أحدهم عدة مرات ـ دون إيلاج ـ وأصبحت أتوب وأعود، وأتصدق وأجاهد نفسي، ولكنني لم أفلح ونفسي أصبحت العبادة ثقيلة جداً عليها، فماذا أفعل؟ وكيف أرجع لعبادتي الحقة؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أسرفت على نفسك ـ أيتها الأخت ـ فاعلمي هداك الله أن الواجب عليك هو أن تبادري بتوبة نصوح إلى الله تعالى فتقلعين عن كل ما تقترفينه من الذنوب، وتندمين على ما فرطت في جنب الله تبارك وتعالى، واعلمي أن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه تائب، وأن الذنب مهما كان عظيما، فإن عفو الله تعالى أعظم، ومن تاب تاب الله عليه، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، فتوبي إلى ربك توبة صادقة وارجعي إلى ما كنت عليه من الاستقامة، ومما يعينك على ذلك أن تجتهدي في الدعاء واللجأ إلى الله سبحانه، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء، وأن تصحبي أهل الخير والصلاح، وتكثري من الاستماع إلى المحاضرات والدروس النافعة، وتدمني الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، وتستحضري موقفك بين يدي ربك سبحانه وأنه سائلك عن القليل والكثير، وأن الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وتفكري في اطلاعه سبحانه عليك وإحاطته بك وأنه لا يخفى عليه شيء من أمرك، فالسر عنده علانية، والغيب لديه شهادة سبحانه وتعالى، وأديمي مجاهدة نفسك ولا تملي، فإنك ستصلين بدوام المجاهدة مع الاستعانة بالله إلى مقصودك ولا بد، قال تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ {العنكبوت:69}.
واعلمي أن لذة الطاعة والأنس بالعبادة يحتاج حصوله إلى صبر وتعب، وانظري الفتوى رقم: 139680.
والله أعلم.