الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من شك في ما يعرض له من وساوس ليس بوسوسة

السؤال

وصلني جواب لسؤالي عن الوسواس بسؤال رقم: 2405415، وأنا أعرف كثرة شكوكه التي وصلت إلى حد الوسوسة أن عليه أن لا يلتفت للشكوك، ولكنني أسأل هل على الشخص أن يلتفت للشكوك في الحالات التالية أم لا: إذا شك أن عنده بعض الوساوس، أو خاف من معاودتها، أو خاف من الإصابة بها؟ ولأنه في كثير من الأحيان يظن أنه قد شفي، وعندما يتحسن ثم يلتفت للشكوك يعود كما كان، فإذا كان على الشخص أن لا يلتفت للشكوك في هذه الحالات فسيكون الشفاء أسهل، وعدم الالتفات إلى الشكوك من الممكن أن يكون وقاية له من الإصابة بالوسواس، لأنه في كثير من الأحيان عندما يظن أن ما يشك فيه هو بداية الوسواس يلتفت إليه، لأنه ليس لديه يقين بهذا الخصوص، وفي كثير من المرات يظن أن شكوكه عادية، مع أنه يعلم أن بعض العلماء يقولون إن من يشك في كل يوم ولو مرة عليه أن لا يلتفت للشكوك، والبعض الآخر يقول إن كان الشك أصبح عادة له فعليه أن لا يعمل بالشكوك، وهو لا يعلم إن كانت شكوكه وصلت إلى هذا القدر أم لا، ولأنه يخاف أن يعمل بأحكام الموسوس وهو ليس كذلك، وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمصاب بالوسوسة عليه أن يعرض عن الشكوك حتى يشفى تماما من هذا الداء العضال، وانظري الفتوى رقم: 51601.

وإذا شك في كون ما يعرض له ليس وسوسة فليعرض عن هذا الشك وليمض في تجاهل الوساوس حتى يتحقق الشفاء ـ بإذن الله ـ ومهما غلب على ظنه أن التفاته إلى هذه الشكوك هو من قبيل الوساوس أو مقدمة لها، فلا يعبأ بهذا الشك ولا يعره اهتماما، وما دمت مصابة بالوسوسة ـ كما يظهر من أسئلتك ـ فنصيحتنا لك هي أن تعرضي عن الوساوس بالكلية وأن تدعي عنك هذه الأفكار والتفريعات حتى يعافيك الله تعالى، وراجعي جواب سؤالك السابق في هذا الموضوع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني