الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لم تخرجي من الملة بهذه الوساوس

السؤال

وصل بي الوسواس إلى ما وصل، والآن بدأت مجاهدته، وعندما بدأت كنت في فترة الحيض وقد أسأت الظن بالله ـ أعوذ بالله ـ وتبت ولم أغتسل وقلت إذا انتهيت فسأغتسل، وبعد ذلك مررت بفتره ارتخيت مع الوساوس من سب وشتم أحسهما من نفسي، لأنني أسترجعها وأستغفر، ويعلم الله أنني أكرهها جداً، ولشدة ما واجهت تبت توبة دخول الإسلام وقلت سأغتسل بعد الحيض، والتوبة تمحو ما قبلها، والآن مع مجاهدتي أحسست أنه ليس من اللازم أن أتوب من الفعل الثاني، لأنني كنت مكرهة ولم أرتكب ما يخرجني من الملة وبدأت أقول في نفسي يا رب توبتي عن الفعل الأول ولن أغتسل للثاني، لأنها وساوس ـ عفا الله عني ـ وأحسست أنني ارتكبت ذنبا، وبعد ما كفرت نفسي ذهبت لكي أقول لا لم أفعل شيئا، فهل هذا استهتار؟ وما حكم عملي؟ وهل إذا حكمت على نفسي بالكفر أكفر؟ وأنا الآن استغفرت، وتأتيني تخيلات لا أعلم كيف أصفها؟ أحس من نفسي وكأنني في عالم آخر وأخاف أن أغضب ربي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فدعي عنك هذه الوساوس ـ أيتها الأخت الكريمة ـ واجتهدي في مدافعتها بالغة ما بلغت، واعلمي أنك على خير عظيم ما دمت تجاهدين هذه الوساوس، وأنك تؤجرين على هذه المجاهدة، وأن كراهتك لهذه الوساوس ونفورك منها دليل على صدق إيمانك ـ والحمد لله ـ وانظري الفتوى رقم: 147101، وما فيها من إحالات.

وأنت بحمد الله لم تزالي على الإسلام، ولم تخرجي من الملة بهذه الوساوس لا أولا ولا ثانيا، ولا يلزمك الاغتسال ولا تجديد الإسلام، وليس لحكمك على نفسك بالكفر انقيادا لهذه الوساوس أثر، فهوني عليك وارفضي هذه الوساوس على أي شكل عرضت لك، واستمري في المجاهدة غير مبالية بما يلقيه الشيطان في قلبك منها، ولو راجعت الأطباء الثقات رجونا أن ينفعك ذلك ـ إن شاء الله ـ كما يمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني