السؤال
أنا إنسان يعرق ولا سيما في الأيام الحارة. فإذا أصبت بالعرق، عرق جسمي منه ( حلقة الدبر ). فيلتصق العرق الناشب بها على الملابس الداخلية. فإذا التصقت الملابس بالحلقة الرطبة كانت المشكلة؛ حيث إنه - أحيانا - يصحب العرق لون النجاسة ( البني ) البسيط جداً ( حيث إنه لا يرى إلا في مكان فيه نور ) مع الرائحة، وأحياناً عرق فقط، وأحياناً يبقى اللون فقط حتى بعد غسل الملابس. فأصبحت في حيرة من أمري هل أصلي إذا تعرقت أم لا؟ أم أتفقد الملابس - مع أنه لا ينبغي ذلك - أم ماذا؟
علماً بأنها - الحلقة - تعرق بسبب أشياء بسيطة ( المشي، حمل أشياء، الوقوف تحت الشمس ... ).
فهل هذه الحال تبطل الصلاة؟ وما حكم صلواتي التي صليتها ؟ وأحياناً يطبع اللون دون الرائحة.
فهل من توجيه ؟
علماً بأني أشعر بحرج شديد جدا، فأقطع صلاتي لأتفقد ملابسي؛ لأني متعرق، وقد أضطر إلى تغيير ملابسي أكثر من مرة في اليوم !!
فما توجيهكم بارك الله فيكم ؟
واعذروني على الإطالة.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا يخلو سؤالك هذا من نوع وسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس ومن الاسترسال معها؛ لما يفضي إليه ذلك من الشر العظيم.
والواجب عليك إذا استنجيت أن تغسل المحل حتى يعود خشنا كما كان، ويكفي في حصول هذا الإنقاء غلبة الظن. وإذا استجمرت فيجب الإنقاء حتى لا يبقى إلا الأثر الذي لا يزول إلا بالماء؛ وانظر الفتوى رقم: 131364 ، ورقم: 132194.
ثم إذا عرقت بعد هذا فلا يضر، ولا تلتفت إلى ما يعرض من الوساوس، ولا تفتش عن طبيعة هذا العرق؛ فإنه محكوم بطهارته ما دمت قد استنجيت على الوجه المشروع.
قال الموفق في المغني: ظَاهِرُ كَلَامِ أَحْمَدَ أَنَّ مَحَلَّ الِاسْتِجْمَارِ بَعْدَ الْإِنْقَاءِ طَاهِرٌ، فَإِنَّ أَحْمَدَ بْنَ الْحُسَيْنِ، قَالَ: سَأَلْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ الرَّجُلِ يَبُولُ فَيَسْتَبْرِئُ، وَيَسْتَجْمِرُ يَعْرَقُ فِي سَرَاوِيلِهِ؟ قَالَ: إذَا اسْتَجْمَرَ ثَلَاثًا، فَلَا بَأْسَ. وَسَأَلَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: إذَا اسْتَنْجَيْت مِنْ الْغَائِطِ يُصِيبُ ذَلِكَ الْمَاءُ مَوْضِعًا مِنِّي آخَرَ؟ فَقَالَ أَحْمَدُ: قَدْ جَاءَ فِي الِاسْتِنْجَاءِ ثَلَاثَةُ أَحْجَارٍ، فَاسْتَنْجِ أَنْتَ بِثَلَاثَةِ أَحْجَارٍ ثُمَّ لَا تُبَالِي مَا أَصَابَك مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ. انتهى.
والله أعلم.