السؤال
أنا قتاة التزمت ـ والحمد لله ـ منذ 6 سنوات تقريبا، لكن حدثت لي انتكاسة في الطاعات، وبدأت بفضل الله أعود وأواظب على الصلاة مرة أخرى، وعندي مشكلة في صلاة المغرب والعشاء ـ أتكاسل عنهما ـ وأيضا كنت أعاني من وسواس قهري في الوضوء والصلاة ولم أعد أطيل في الصلاة ولا الوضوء مثل ما كنت، إلا أن عندي القليل منه في الوضوء، إذ من الممكن أن يكون 15 دقيقة وكذلك في الصلاة، علما بأنني في السابق كنت أمكث في الحمام نصف ساعة، وأريد أن أرجع مثل ما كنت السابق ـ الطاعات والبكاء من خشية الله ـ كنت أحيانا أشعر بالعجب بعملي وارتكبت ذنوبا كثيرة مهلكة تغضب ربي، وعندما التزمت، التزمت بقوة وجعلت كل شيء من الحرام، ولم تعد لي صحبة صالحة بعدما تخرجت من الجامعة، لا أريد أن أكون منافقة، فماذا أفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأما الوسوسة: فاستمري في مدافعتها ومجاهدتها إلى أن يذهبها الله عنك بالكلية، فإن الوسوسة من شر الأدواء وأعظم المثبطات عن الطاعة، وانظري الفتوى رقم: 51601.
وأما الصلاة: فاعلمي أن إضاعتها وإخراجها عن وقتها من أعظم الموبقات وأكبر الآثام، فإياك وتضييع الصلاة وإخراجها عن وقتها بغير عذر، وانظري الفتوى رقم: 130853.
وأما ذنوبك: فإن باب التوبة مفتوح لا يغلق في وجه أحد، وقد جاء عن النبي صلوات الله وسلامه عليه أنه قال: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.
فمتى صدقت توبتك غفر الله عز وجل ذنبك وأقال عثرتك، فأحسني ظنك بربك وراجعي ما كنت عليه من الطاعة وجاهدي نفسك على ذلك واثقة بأن الله سيعينك لو صدقت في المجاهدة، فإنه سبحانه يقول: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
ومما يعينك على ذلك إدامة الفكرة في صفات الرب تعالى والتفكر كذلك في الموت وما بعده من الأهوال العظام والأمور الجسام، وأكثري من ذكر الله تعالى، فإنه من أعظم ما ترق به القلوب، واجتهدي في تعلم العلم النافع وسماع الدروس والمحاضرات النافعة، وتفكري في عيوب نفسك فإنه مما يقيك داء العجب، ثم اجتهدي في إصلاحها، واحرصي على مصاحبة الصالحات اللاتي تستعينين بصحبتهن على طاعة الله تعالى، وهن كثيرات بحمد الله، فإن وجدت من الأنشطة الدعوية الخاصة بالنساء كحلق لتحفيظ القرآن أو نحو ذلك فالتحقي بها ففي ذلك خير كثير ـ إن شاء الله ـ واستعيني بالله سبحانه واجتهدي في دعائه واللجأ إليه أن يثبتك على الحق ويهديك صراطه المستقيم، فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه يقلبها كيف يشاء.
والله أعلم.