الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العاصي قد يستجاب دعاؤه

السؤال

أريد أن أسأل: هل عمل المنكرات مثل التدخين، والكلمة السيئة، يفسد التحصين، مع أني مواظب على الأذكار الشرعية، وأذكار الصباح والمساء؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهنيئا لك بالمواظبة على الأذكار؛ فإن الذكر سبب لفلاح العبد، وصلاح أحواله، كما قال الله تعالى: فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {الأنفال:45}.

ومما لا شك فيه أن للذنوب أثرًا كبيرًا في حرمان العبد، كما قال الله جل وعلا: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ .[الشورى:30].
وفي الحديث:إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه. رواه أحمد وابن ماجه، وحسنه السيوطي.

ولكن الله قد يستجيب دعاء العاصي، والكافر كرما منه وتفضلا، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والخلق كلهم يسألون الله مؤمنهم، وكافرهم وقد يجيب الله دعاء الكفار؛ فإن الكفار يسألون الله الرزق، فيرزقهم، ويسقيهم. وإذا مسهم الضر في البحر ضل من يدعون إلا إياه فلما نجاهم إلى البر أعرضوا، وكان الإنسان كفورا.

وقال أيضا: وأما إجابة السائلين فعام؛ فإن الله يجيب دعوة المضطر، ودعوة المظلوم وإن كان كافرا. مجموع الفتاوى.

وقال ابن القيم: فليس كل من أجاب الله دعاءه يكون راضيا عنه، ولا محبا له، ولا راضيا بفعله؛ فإنه يجيب البر والفاجر، والمؤمن والكافر. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني