السؤال
شيخنا الجليل: أولا إني أخاف على نفسي من الحرام. مشكلتي هي أني الحمد لله ميسور الحال، لكن أكاد أن أكون عاجزا عن العمل؛ لأني مصاب بمرض يجعل الآخرين يسخرون مني في العمل. وما أدراك يا شيخ ما يسببه لي هذا من أضرار نفسية! وسألت طبيبي النفسي أن العلاج وحده لا يكفي للشفاء، وإنما البعد، أو تجنب من تشك أنه يسخر منك بقدر الإمكان، وكلما عملت بمكان يحدث ذلك؛ مما يجبرني على ترك العمل؛ لعدم تحمل الإحراج. وأنا أنفق الآن من رأس المال، ولكن أخاف أن ينتهي المال ولا أجد مالا للإنفاق على أسرتي، علما بأني حاولت مرارا التغلب على المشكلة النفسية فلم أستطع.
ماذا أفعل؟ والحمد لله على كل شيء.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نسدي لك جملة من النصائح نرجو أن تكون معينة لك، ومنها:
أولا: الاستعانة بالله، وسؤاله أن يعينك ويثبتك، ويقوي قلبك بالثقة به والتوكل عليه، فلا حول ولا قوة إلا به سبحانه وتعالى. وأكثر من هذه الحوقلة؛ فإنها كلمة عظيمة، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة ذكرنا بعضها بالفتوى رقم: 35625.
ثانيا: استحضار الحديث النبوي الذي رواه مسلم في صحيحه من رواية أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز. وإن أصابك شيء، فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا. ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان. فهذا يكسبك ثقة بالله تعالى، ثم ثقة بنفسك.
ثالثا: تذكر أن هؤلاء الناس بهذه السخرية إنما يهدون لك شيئا من حسناتهم، فإن هذه من الحقوق التي تكون فيها المقاصة في الآخرة بالحسنات إن لم يتب صاحبها، ويستسمح من سخر منه. وراجع الفتوى رقم: 51717.
رابعا: الاعتبار والتأسي بمن هم في مثل حالتك، أو أشد، ويمارس الواحد منهم حياته بصورة طبيعية، فهذا مما يفيد في اكتساب الثقة، وتهوين الأمر في النفس.
خامسا: الاستعانة بالثقات من زملائك في العمل، ممن يمكن أن يبذل النصح لمن يسخر منك، ويبين لهم خطورة هذا التصرف وسوء عاقبته.
سادسا: البحث عن مكان للعمل ينتفي فيه هذا المحذور، ولا تجعل نفسك أسيرا لمكان معين تعمل فيه ولا تبحث عن غيره.
هذه بعض التوجيهات نرجو أن تنتفع بها. ويمكن أن تراسل قسم الاستشارات بموقعنا فقد تجد عندهم ما يفيدك أكثر بإذن الله. نسأل الله لنا ولك العافية في الدنيا والآخرة.
والله أعلم.