السؤال
كنت البارحة أمزح أنا وصديقي، فقال لي: انظر إلى ذراعي فقد أصبحت مفتولة وقوية، فقلت له في شكل مزاح: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالًا وَوَلَدًا ـ وجنّتك: قصدت بها ذراعه، ثم قلت له: فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا ـ في ذك الوقت كنت أرى الأمر بسيطا، لكنني حين أفقت اليوم تذكرت تلك الحادثة فأحسست أنني تلاعبتُ بالقرآن أو مزحت به في غير موضعه، ثم راودني شكٌّ وخشيت أن أكون قد كفرت بقولي ذلك، فما حكم مزاحي بالقرآن؟ وإن كان ما قلته كفرًا، فهل أكتفي بالنطق بالشهادة والتوبة فقط؟ أم لابد أن أغتسل؟ أرجو ردكم في أقرب ما يمكن، فإنني في حيرة من أمري.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فليس فيما صدر منك ما يخرج صاحبه عن الملة، بل قصارى الأمر أن يكون هذا من التكلم بالقرآن في غير ما أراد الله، وقد كره هذا بعض أهل العلم، كما جاء في الفتوى رقم: 23259.
قال الشيخ العثمين في شرح مقدمة التفسير لابن تيمية: وكذلك من ينزل القرآن على غير ما أراد الله مثل قول بعضهم إذا سئل عن شيء قال: لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ {المائدة: 101} هذا أيضاً من تنزيل القرآن على غير ما أراد الله، ومنه نعرف خطأ ما نقل مدحاً لامرأة يسمونها المتكلمة بالقرآن، ذكرها في جواهر الأدب، امرأة لا تتكلم إلا بالقرآن، وقيل إنها منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل، فيغضب عليها الرحمن، وأظن فعلها هذا زلًة، لأنها بهذا تنزل القرآن على غير ما أراد الله. اهـ.
والله أعلم.