السؤال
عمري 29 سنة، ولا أتذكر في حياتي أنني في يوم بكيت من خشية الله، وعلمت أن عينا بكت من خشية الله لن تدخل النار، بكيت في مواطن كثيرة وليس من خشية الله، فدائما أبكي عند ذكر الجنة أو عند البشرى للمؤمنين، حيث أتخيل أنني دخلتها فأبكي فرحا، ومرة واحدة بكيت من شدة اليأس من عدم القدرة على الإقلاع عن ذنب اقترفته, ولا أظن أنها كانت من خشية الله، وإنما كانت غيظا وقهرا ويأسا من عدم القدرة على الإقلاع، فهل هذا يدخلني فيمن يبكي من خشية الله؟ فآيات العذاب والنار لا تجعلني أبكي حزنا أو خوفا أبدا، وإنما تبكيني آيات البشرى والجنة تبكيني فرحا، أفتوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد روى الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله. والحديث صححه الألباني.
واعلم أن الخشية تعني الخوف، فمن بكى خوفا من عدم قبول توبته، أو عدم قدرته على الإقلاع عن الذنب نرجو له الخير، وكذلك من يبكي تأثرا بوعد الله واستبشارا بما يرجوه من دخول الجنة فهو على خير ـ إن شاء الله ـ ومثله من يبكي عند ذكر الله تعالى، كما في حديث الصحيحين في السبعة الذين يظلهم الله في ظله قال: ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه.
وقد ذكر أهل العلم في معنى الحديث أنه يشمل من بكى من خشية الله أو شوقا إليه ومحبة له، وقال الحافظ في الفتح نقلاعن القرطبي: فيض العين بحسب حال الذاكر، ففي حال أوصاف الجلال يكون البكاء من خشية الله، وفي حال أوصاف الجمال يكون البكاء من الشوق إليه. اهـ.
ثم إن هناك أسبابا شرعية للسلامة من النار ومن أعظمها تحقيق التوحيد والإخلاص لرب العالمين والموت على ذلك، فقد قال صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله. رواه البخاري ومسلم.
ومنها الشهادة في سبيل الله: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: للشيهد عند الله ست خصال، يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه. رواه الترمذي وابن ماجه، وصححه الترمذي والألباني.
ومنها الحفاظ على صلاتي الفجر والعصر: كما قال صلى الله عليه وسلم أيضاً: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها. رواه مسلم.
ويعني صلاة الفجر وصلاة العصر.
والله أعلم.