الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التوبة مع عدم الإحساس بالندم

السؤال

أخي في الله: نزلت بي مصيبة قبل 5 أشهر وتبت إلى الله، ولكنني لا أحس بالندم، ويعلم الله في قلبي أنني تائب إليه, فهل يقبل توبتي؟ واليقين بالله والإيمان به وبالقرآن لا يرسخ في قلبي، ولا أعلم السبب ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ فما هو السبيل لرسوخ اليقين والإيمان في القلب, وعلاج قسوة القلب؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فثق بقبول التوبة إن كنت صادقا مع الله في ذلك، فقد وعد الله تعالى من تاب إليه توبة نصوحاً أن يقبلها منه، ويعفو عن سيئاته، قال الله تعالى: ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده {التوبة:104}.

وقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر:53}.

وقال تعالى: إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ {النساء:17}.

وقال تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ {الشورى:25}.

والتوبة النصوح هي التي استوفت شروط التوبة المعروفة، وهي الإقلاع عن المعصية حياء من الله لا من الناس، والندم على فعلها في الماضي، والعزيمة على ألا يعود إليها أبداً، والبراءة من حق صاحبها إن كان فيها حق لآدمي، قال ابن عطية رحمه الله: إذا فرضنا أن رجلاً تاب إلى الله توبة نصوحاً تامة الشروط يقطع على الله بقبول توبته، كما أخبر عن نفسه جل وعز. انتهى.

وراجع في اكتساب اليقين والخشية وتليين القلب الفتاوى التالية أرقامها: 99547، 113982، 114570، 176089.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني