الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دلالة النفور من الخواطر والوساوس الشيطانية

السؤال

هل إذا جاءت أفكار سيئة عن العقيدة إلى الشخص بغير إرادته، وكان يكره هذه الأفكار، وهذه الأفكار تأتي إلى الشخص قبل، أو أثناء أو بعد فعله لأي عمل من الأعمال اليومية، أو حتى في المشي أو الذهاب إلى الحمام، أو أي شيء آخر، وعند أي فعل سواء كان سيئا أو جيدا وارتبطت بهذه الأفعال بحيث كأنه إن عمل بهذه الأفكار سيكون كافرا، أو هذه الأفكار من حديث النفس ولا يضر؟
وهل حتى إذا أتت هذه الأفكار إليه عليه أن يستمر في عمله، أو عليه أن يتوقف حتى تذهب عنه هذه الأفكار ولكن من الممكن أن لا تذهب هذه الأفكار؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن مجرد ورود الخواطر القلبية لا سيما من الموسوس لا اعتبار له، ما دام صاحبه كارها له، ولم يتكلم به؛ لما رواه البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ مرفوعا: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل، أو تتكلم. وفي رواية له: تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها، ما لم تعمل أو تتكلم.

وكره العبد، وخوفه، ونفوره من هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان. فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان. رواه مسلم.

قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا، وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.

وقد أحسن ابن ما يابى الشنقيطي حيث يقول في النوازل:

وما به يوسوس الشيطان * والقلب يَابَاهُ هو الإيمان

فـلا تُحـاجِجْ عنـده اللّعينَا * لأنه يَزيدُه تَمْكِينا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني